عناصر الإبداع الأساسية: 5 قواعد لفهم التفكير الإبداعي

بواسطة | Last updated Dec 6, 2022

كلنا نتمتع بخيال واسع لكن عدد المبدعين جد قليل فالكل عاجز عن تحويل تلك التخيلات إلى واقع ملموس، فما المشكلة؟ ببساطة الإبداع ليس وليد الصدفة أو لحظة شرارة “صفاء ذهني” يمكن أن تترجمها على أرض الواقع بل هو عملية لها آليات محددة يجب إتباعها. الإبداع أكاديميا هو التوصل إلى شيء غير مسبوق ونادر على أن يكون مفيد للفرد والمجتمع، لكن من الضروري كذلك أن يتصف بالمرونة كي يسهل تطويره فيما بعد. فأولا وأخيرا دورك كمبدع هو المساهمة في تطور الجنس البشري وليس المساهمة في تدميره.

عناصر الإبداع الأساسية: 5 قواعد لفهم التفكير الإبداعي

في هذا المقال سنقوم بشرح عناصر الإبداع الرئيسية بالتفصيل لمساعدتك على فهم طريقة اشتغال آليات التفكير الإبداعي والتي ستساهم في تطوير قدراتك على الإبتكار.

1. الأصالة 

المقصود بها القدرة على التوصل إلى شيء غير مسبوق ونادر وهو أمر جد صعب، لذلك ليس من الضروري التوصل إلى فكرة حصرية بل يمكنك الإشتغال على تطوير ما هو موجود. صحيح أن خيال كل شخص خصب لذا من الصعب التكهن أن فكرة ما لم تخطر على بال أي شخص آخر، لكن عملك عليها وأسلوبك المميز الذي أدى لنتيجة هو الذي يصنع الفارق. أكاديميا يشترط على الأقل أن تكون فكرتك تحتوي على الأقل على 15% من عناصر التجديد كي تسمى فكرة إبداعية يمكنك تسجيلها كبراءة إختراع جديدة.

2. الطلاقة

الطلاقة هي التمكن من تجميع أكبر عدد من الحلول والاستجابات في وقت معين وهذا لن يتحقق دون التمتع بفضول جامح. المبدع بالضرورة شخص يتمتع بالشغف و مستعد للعمل على مشكلة ما لسنين مهما تطلب الأمر من تضحيات، لذلك في البداية يطلع على كل الفرضيات السابقة التي تناولت الموضوع كي يطورها أو يأتي بتصور جديد يحدث ثورة في طريقة التعامل مع المشكلة. مثلا نظرية مركز الأرض كانت من المسلمات الدينية الشيء الذي دفع أغلب العلماء للتكاسل عن البحث بها علميا لإعتقاداتهم السابقة، بإستثناء المبدع كوبيرنيكونس الذي قضى سنينا من البحث في مسألة مركزية الأرض قبل أن يفاجئ العالم بأن الأرض فقط كوكب يدور حول نجم أكبر منه هو الشمس.

3. المرونة 

المرونة هي العمل على محاولة دمج الأفكار مع بعضها للتوصل إلى حلول، فالإبداع هو التنفيذ العملي للأفكار الإبداعية الذي لن ينجح دون التفكير خارج الصندوق و دراسة كل السيناريوهات للقدرة على التوصل لحلول واقعية وقابلة للتنفيذ. المرونة تتطلب التخلص من الجمود الذهني الذي يتحقق بالإبتعاد عن الطرق التقليدية للتفكير والتكيف مع المشاكل المستجدة، فطريقك لحل المشاكل ينتج بالضرورة أخرى يجب التعامل معها بسلاسة. فقط تذكر أن تبقي طموحك في حدود الممكن علميا وليس محاصرا بالمسلمات التي اكتسبتها من المحيط الذي تعيش به.

4. الإسهاب أو التفاصيل 

ليس من السهل الإلمام بالتفاصيل والذي يعني القدرة على رؤية موضوع ما من كل الزوايا المعتادة لدى الآخرين، الأمر الذي يجعلك مختلفا عن الأغلبية في استجابتك للمشكلات. علميا نسبة الإبداع لدى الأطفال أقل من 5 سنوات تناهز %90ً، لكن النسبة تنخفض عند الأطفال في سن السابعة إلى %10 فما هو التفسير؟ ببساطة دخول المدرسة فالطفل انطلق من مجال يتعامل فيه بحرية في التفكير ويجرب أي شيء، إلى المدرسة التي تمارس عليه الأدلجة و التلقين.

الطفل يصبح في المدرسة محاصر فكريا بقواعد المجتمع إذ لا يستطيع طرح الأسئلة بحرية فالمجتمع يفكر نيابة عنه، كما أنه يصبح اتكاليا لذلك يفقد الإهتمام بالتفاصيل في محيطه. تستمر نسبة الإبداع لتصل 2% في سن الثامنة لتبقى مستقرة حتى سن 45 سنة فلك أن تتخيل كيف تدوس عجلة المجتمع على طاقاتنا الإبداعية. إسترجاع القليل من مهارة الإلمام بالتفاصيل لدى الطفل الصغير الذي كنت عليه ليس بالأمر السهل، بل يتطلب الكثير من التمرد والتخلص من التراكمات التي زرعتها بك المناهج الدراسية التعيسة وقواعد المجتمع. 

عناصر الإبداع

5. الحافز

هذا هو عنصر الإبداع الرئيسي الذي يؤدي إلى تهييج وإبراز كل العناصر السابقة فالشخص المبدع يتصف بأنه حساس للمشكلات ولا يمر مرور الكرام عندما تصادفه إشكالية ما. الحافز أو بمعنى أصح الحاجة هي وقود الإبداع و العناصر السابقة هي التي تحدد قوة السيارة المستعملة لبلوغ الهدف، يعني أنه بدون تحقق هذا الشرط لا يمكن خلق إبداع من الأساس. مثلا يعد الحافز وقود أي

الخلاصة

السلوك الإبداعي هو مهارة مكتسبة من الولادة لكن المجتمع يقوم بوأد وإضعاف هذه المهارة عن طريق التلقين الذي يتعرض له الطفل في مراحله الأولي، خصوصا مرحلة المدرسة التي يتعرض فيها فكره للمحاصرة. أنا هنا لا أبخس دور المدرسة لكن من الضروري تمتيع الطفل بأنشطة موازية تساعده على الإستكشاف، فكثرة التلقين في مناهجنا التعيسة تقتل الإبداع. إذا كانت لديك أية تساؤلات فالمرجو التفاعل معنا في قسم التعليقات.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

0 تعليق

إرسال تعليق