ما هو الميتافيرس؟ وشرح كيفية الاستثمار في منصات Metaverse

بواسطة | Last updated Apr 23, 2024

هناك عبارة عميقة للعالم ألبرت أينشتاين لا يعرفها الكثيرون والتي تقول ” الخيال أهم من المعرفة “، فبدون الخيال لن تمتلك الحافز للبحث في أسرار العلوم أو إبداع حلول جديدة. قوة الخيال تجسدت إلى أقصى درجة في اختراع عالم ميتافيرس، فمن كان يتخيل إلى وقت قريب أنه يمكنك القيام بكل عاداتك اليومية من التنزه، السفر، الرياضة أو الاجتماعات مع الأصدقاء في عالم افتراضي تفاعلي. هذا الأمر سيدفعنا أكثر إلى التساؤل حول ما هية ميتافيرس؟ وطريقة استخدامه، خصوصا أن هناك العديد من الخطط الطموحة لإدماج ميتافيرس في صلب العملية التعليمية والعلاجات الطبية مثل جلسات الطب النفسي لمعالجة الصدمات.

ما هو الميتافيرس؟ وشرح كيفية الاستثمار في منصات Metaverse

قام فريق الموقع بشرح مشروع الميتافيرس بالتفصيل لمساعدتك على استيعاب هذه التقنية ومعرفة الأدوات التي ستحتاجها للاستثمار في منصات Metaverse بالطريقة السليمة.

ما هو ميتافيرس باختصار؟ شرح تقني ومبسط

تم طرح فكرة “عالم ميتافيرس” لأول مرة سنة 1992 على يد الكاتب نيل ستيفنسون في روايته للخيال العلمي “Snow Crash“، وذلك للإحالة على ما سماه آنذاك ما وراء العالم. هذه الفكرة لم تأتي من فراغ، فالكاتب نيل سبق له الاعتراف أنه بنى فكرة رواية “تحطم الثلج” على الأبحاث والتوجهات التكنولوجية في أواخر القرن العشرين. ميتافيرس حسب الرواية هو عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد مشابه للعالم الواقعي ويتقمص فيه البشر شخصيات افتراضية (Avatar) ذات طابع يتم تصميمه حسب الطلب. فكرة عالم ميتافيرس تقوم على دمج منصات التواصل الإجتماعي مع تكنولوجيا الواقع الإفتراضي(VR) والواقع المعزز (AR)، وبالتالي إنشاء عالم افتراضي أكثر تقدما وتفاعلا يتيح للمستخدمين ممارسة رغباتهم “دون قيود”. قامت العديد من شركات الألعاب منذ مطلع الألفية بتطوير عوالمها الإفتراضية والتي يمكن الولوج إليها عن طريق نظارات الواقع الإفتراضي VR، لكنها لم تفلح الأمر في جذب اهتمام قيمرز بدرجة كافية لأن تلك العوالم كانت مملة.

 لكن كيف بدأت فكرة ميتافيرس في اكتساب الزخم الحقيقي ولفت الأنظار؟. القصة بدأت باختصار في أكتوبر 2021 حين أطل علينا مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربرج في بثه الشهير، والذي عرض فيه نموذجا لشخصيته الإفتراضية على ميتافيرس والإمكانيات التي توفرها هذه التقنية. خلال نفس البث قام بإعلان تغيير اسم شركة فيسبوك ودمجها مع كل التطبيقات الملحقة في شركة أم اسمها META مع وضع خطط استثمارية لإنفاق 10 مليارات دولار على تطوير عالم ميتافيرس، وجعله متاحا للجميع في أقرب وقت. مارك في عرضه ركز على أن التقنية الجديدة ستشكل المستقبل لأنها تفاعلية، وتوفر للمستخدمين إمكانية تجربة العيش في عوالم أخرى بكل واقعية والتفاعل فيها بكل حرية.  أيضا سيتم الاعتماد على تقنيات التمويل اللامركزي DeFi لتأمين كل المعاملات المالية ونقل ملكية الأصول داخل ميتافيرس، وهو الأمر الذي سيحدث ثورة تقنية ومالية بكل تأكيد. شخصيا أنصحك باستخدام منصة بينانس لتداول العملات الرقمية، فهي الأفضل بدون منازع وتعتمد رسوما جد تنافسية.

ما هو الميتافيرس باختصار؟ يعرف الكاتب الاقتصادي Mattew Ball في كتابه الشهير “The Metaverse: And How It Will Revolutionize Everything” مشروع الميتافيرس على أنه عالم إلكتروني ثلاثي الأبعاد مثبث من حولنا ولا ينطفئ. كذلك يحتوي على شبكة معقدة من التجارب، الأدوات والبنيات التحتية المترابطة التي تقدم كل الخدمات الحيوية التي يحتاجها البشر. ميتافيرس هو عالم مواز وبمجرد الإنتقال إليه ينوب عنك قرينك الافتراضي Digital Twin، والذي يعيش في عوالم وأماكن افتراضية مشابهة لواقعك اليومي. الأمر الرائع كذلك أن الرسومات الافتراضية ستطابق إلى حد كبير الأشكال الحقيقية لأصحابها، كما أن عالم ميتافيرس يتم تصميمه بمراعاة كل القوانين الفيزيائية مع بعض التغييرات الطفيفة. هذا مؤكد فبرمجيات الرسم بالذكاء الإصطناعي تطورت بشكل كبير، وأصبحت قادرة على نسخ أدق تفاصيل الملامح البشرية. أيضا أصبحت برمجياتها قادرة على تلوين الصور القديمة وإعادة إحياء العوالم القديمة بكل دقة، وهو ما يعزز واقعية العوالم الافتراضية.

شرح ميتافيرس

إيجابيات وسلبيات مشروع عالم ميتافيرس

أعلنت العديد من الشركات عن خططها الطموحة لتطوير منصات الميتافيرس، والحلول التي ستقدمها هذه العوالم الإفتراضية. هذا الأمر سيدفعنا أكثر إلى التساؤل حول إيجابيات مشروع ميتافيرس؟ و الجانب المظلم الذي يتم حجبه عن المستخدمين. هذه المقالة تحاول الإحاطة بكل جوانب Metaverse لذلك لن نتطرق لكل النقاط بالتفصيل، بل سنكتفي بذكرها باختصار مع ترك هامش الحرية للقراء لثقيف نفسهم عن أكثر.

الإيجابيات

  • ربط العالم الواقعي بالإفتراضي
  • تطوير التعليم التفاعلي والأكثر مردودية
  • تعزيز جدوى اجتماعات العمل أونلاين
  • خلق وظائف الاقتصاد الرقمي
  • فرص استثمارية بعوائد مرتفعة
  • إمكانية عيش تجارب جديدة
  • السفر عبر الزمن افتراضيا

السلبيات

  • التشجيع على الانطوائية
  • التأثير السلبي على الثقافات المحلية
  • تسهيل عملية صناعة الرأي
  • انتهاك الخصوصية بشكل واسع
  • التشجيع على البلطجة الافتراضية
  • ارتفاع تكلفة الترفية أونلاين

توفر النظرة المعمقة حول الميتافيرس أنه لا يمكن إنكار حقيقة مساهتمه في تطوير العلوم وتجارب العيش، لكنه يبقى سيفا ذو حدين أحدهما يتمثل في ازدياد توغل الرقابة وانتهاك الخصوصية من طرف الشركات وبالطبع الحكومات. أيضا قد يتم استغلاله لتسريع عملية أدلجة المجتمع أو توجيه الرأي العام، خصوصا أنه سيوفر بيانات أكثر عنك للشركات والتي لن تتردد في تقديمها لخوارزميات الذكاء الإصطناعي. هاته الأخيرة ستعمل على دراسة سلوكيات الأفراد وتوجيه الرأي العام حسب مصالح المشغلين، وبالتالي القضاء على إي استقلالية لاتخاد القرار.

كيف أستثمر عالم الميتافيرس؟

ولوج عالم الميتافيرس ومحاكاة عناصره يختلف من منصة لأخرى، لكن هناك بعض الأدوات الأساسية التي يجب تأمينها لضمان الاستثمار في مشاريع منصات ميتافيرس بالطريقة السليمة: 

  • الاستثمار في نظارات الواقع الآفتراضي وبعض الأجهزة الذكية.
  • تصميم Avatar الذي يمثل هويتك وجسدك الافتراضي.
  • التسجيل في منصات تداول العملات الرقمية لشراء العملات الخاصة بكل منصة من منصات ميتافيرس.
  • التوفر على إحدى محافظ العملات الرقمية للقيام بعمليات البيع والشراء، وهو ما يضمن نقل ملكية الأصول الافتراضية داخل ميتافيرس.
  • الاستثمار في الممتلكات الرقمية NFT مثل العقارات الإفتراضية والأعمال الفنية، والتي يمكنك شرائها عن طريق استخدام إحدى منصات NFT الموثوقة.

أبرز الشركات  التي تستثمر في تطوير مشاريع منصات ميتافيرس

شركة ميتا ليست الوحيدة التي تهتم بكعكة تطوير منصات ميتافيرس، والتي من المتوقع أن تبلغ مئات الملايير من الدولارات في السنوات المقبلة. هذا الأمر جذب اهتمام كل عمالقة وادي السيليكون، والذي ترجم إلى استثمارات ضخمة في هذه التقنية. إليك أبرز مشاريع ميتافيرس التي حصدت تمويلا ضخما، أو تشرف عليها شركات مرموقة وذات خبرة طويلة في التكنولوجيا الرقمية.

Meta

لا أحد ينكر أن العديد من الشركات خصوصا المهتمة بالألعاب كانت سباقة لمشاريع ميتافيرس، لكن فيسبوك كان لها الفضل الكبير في تحقيق قفزة كبيرة لاعتماد Metaverse والذي تم التخطيط له لسنين من طرف الشركة. أولى المؤشرات على هذا التوجه كانت استحواذ شركة فيسبوك سنة 2014 على شركة Oculus VR، والتي كانت تهيمن آنذاك على مبيعات نظارات الواقع الافتراضي في العالم. فيسبوك كذلك قامت بإنشاء مختبرها الخاص Facebook Reality Labs، والذي أسندت له مهمة تطوير عالم ميتافيرس خاص بالشركة مع دمجه بكل تقنيات الواقع المعزز والافتراضي. العمل الممتد لسنين ترجم سنة 2021 إلى الأمر الواقع، وذلك عندما أعلنت الشركة عن تغيير اسمها إلى ميتا مع تركيز استثماراتها المستقبلية على تطوير عالم ميتافيرس.

Microsoft

مايكروسوفت قامت بأولى التجارب لدمج Metaverse في خدماتها، وذلك عن طريق رؤيتها لتحويل برنامجها Microsoft Teams الخاص بالإجتماعات أونلاين إلى منصة تفاعلية للإجتماعات. هذا التحديث أطلقت عليه الشركة اسم Microsoft Mesh، وسيسمح لمسخدمي التطبيق الظهور بصيغة Avatar الخاص بهم أثناء الاجتماعات. أيضا القدرة على التحرك في مساحات عمل افتراضية مشابهة لمكاتبهم على أرض الواقع، وهو ما يعد قفزة نوعية في تطبيقات التواصل بالفيديو. هذا الأمر حسب مايكروسوفت سيسمح بتحويل اجتماعات العمل المملة إلى لقاءات تفاعلية وممتعة، وهو ما سيساعد على بناء فريق عمل ناجح ومنسجم أونلاين.

Nvidia 

أعلنت شركة Nvidia المتخصصة في تصميم وحدات معالجة الرسوميات عن خدمتها Omniverse Cloud، والتي تسمح بتطوير وتشغيل تطبيقات ميتافيرس بسهولة. باستخدام Omniverse Cloud يمكن للأفراد وفرق المطورين تصميم تطبيقات ميتافيرس في بضع نقرات، والتعاون على مشاريع 3D دون الحاجة إلى التوفر على قدرة حوسبة محلية. تحظى خدمة Omniverse Cloud بدعم العديد من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا مثل Rimac Group، WPP و Siemens.  

ما هو مستقبل ميتافيرس؟

يبدو أن مستقبل ميتافيرس زاهر ويتجه أكثر للهيمنة على الويب خصوصا مع ثورة Web 3.0, والإتجاه أكثر نحو سيادة الويب التفاعلي. صحيح شهدت أسهم شركة ميتا التي تعبر من أكثر المستثمرين في عالم ميتافيرس تراجعا في قيمة الأسهم, ويفسر أكثر بالظرفية التي تعيشها البورصات حاليا في كل العالم. هذا لا يجعلنا نتناسى أن الشركة تتجه بخطى ثابتة نحو الهيمنة على ميتافيرس رغم منافسة شركات أخرى مثل مايكروسوفت، وهو ما توقعه خبير التقنية إدوارد سنودن في تدوينة له. بمناسبة الحديث عن تهاوي سعر شهر ميتا، فإني أدعوك لمطالعة مقالنا حول أبرز الأخطاء المرتكبة عند تداول الأسهم والذي سيساعدك على تجنب هفوات المبتدئين وتطوير الرأس مال.

توقع إدوارد سنودن حول مستقبل ميتافيرس

كل الخبراء يتوقعون نجاح ميتافيرس فيسبوك أكثر من المنافسين، لأن الشركة تمتلك أشهر مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي تتوفر على المعطيات الخاصة بملايير المستخدمين. أيضا شركة ميتا في الأساس تعتمد مداخيلها على الإعلانات فهي تستحوذ على حوالي 24% من سوق الإعلانات بقيمة تعادل 200 دولار سنويا، وميتافيرس سيكون أفضل منصة لعرض الإعلانات التفاعلية ذات السعر الأغلى. كل المستخدمين سيتوفرون على خيار إنشاء أفاتار شخصي بشكل مجاني، لكن سيضطرون إلى شراء NFT لتعزيز هريتهم وممكتلكاتهم الرقمية. استبقت شركة ميتا الأمر وأعلنت عن دخولها في شراكة مع منصتي بلوك تشين Polygon وسولانا. هذه الشراكة ستمكن من تحويل تطبيق انستغرام إلى سوق NFT يسمح للمستخدمين بإنشاء وتداول مشاريع NFT على الموقع. Polygon وسولانا تعتبران من منصات البلوك تشين الموثوقة لدى الخبراء والمطورين، لذلك من المتوقع أن يزيح انستقرام موقع OpenSea من صدارة أفضل أسواق NFT من حيث عدد الزوار وحجم التداول. كمعلومة إضافية تبلغ القيمة السوقية لمنصة OpenSea أزيد من 13 مليار دولار، ولك أن تتخيل كم ستزداد قيمة شركة ميتا فقط نتيجة هذه الخطوة البسيطة وهي الأكبر حجما من حيث قاعدة المستخدمين.

الخلاصة:

حاولت في تقريري فك الغموض الذي يلف مشروع الميتافيرس من الناحية التقنية والإقتصادية، ويالتالي أصبحت بين يديك المفاتيح اللازمة لفهم هذه التكنولوجيا المستجدة. الآن دورك للمشاركة في إثراء النقاش عن طريق مشاركة تطلعاتك لمستقبل عالم ميتافيرس، خصوصا أنه يشكل ثورة هائلة في مجال التكنولوجيا وتقنيات الاتصال. أيضا فريق الموقع مستعد للإجابة على أية استفسارات والتي يمكنك طرحها في قسم التعليقات، كما لا تترد في دعم فريق الموقع عن طريق مشاركة المقال مع الأصدقاء والمهتمين.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

0 تعليق

إرسال تعليق