10 أخطاء شائعة عند الاستثمار في سوق الأسهم والبورصة

بواسطة | Last updated Feb 19, 2024

سوق الأوراق المالية أصبح جذابا و ينضم إليه آلاف المستثمرين يوميا, خصوصا بعد ثورة الأنترنيت التي شجعت الكل على خوض غمار الاستثمار لأنه بإمكان أي شخص إدارة الصفقات وإغلاقها من البيت دون الحاجة لخدمات مكاتب الاستشارة المكلفة. أيضا الدعاية المفرطة لمنصات التداول التي تقدم الوعود الثراء السريع و غيرها من المغالطات جعلت التداول في الاسواق المالية مفضلا لدي المبتدئين والمستثمرين قليلي الخبرة. شخصيا أرى أن إرتكاب الأخطاء عند الاستثمار في البورصة جزء من قواعد اللعبة، فالخبرة لها تكلفة ولا يمكن الحصول عليها دون مراكمة التجارب بما فيها الفاشلة.

الأخطاء الشائعة عند الاستثمار في سوق الأسهم والبورصة

قام فريقنا بشرح أكثر الأخطاء الشائعة عند الاستثمار في سوق الأسهم والبورصة مع الحلول لمساعدة المبتدئين على تحقيق المكاسب وإدارة المحفظة الاستثمارية بكفاءة.

1. اختيار وسيط غير مناسب

يعد اختيار شركة الوساطة المالية المناسبة أول خطوة لدخول غمار الاستثمار في البورصة، والتي تختلف حسب طبيعة العميل وقيمة الرأس مال الأولي. المتعارف عليه أن كبار رجال الاعمال ومكاتب الاستثمار تقوم بالتداول مباشرة في البورصة دون الحاجة إلى شركات الوساطة المالية، وذلك عن طريق الابناك التي تسمح بادارة الاصول مباشرة مع تفادي دفع اي رسوم اضافية على تنفيذ الصفقات. مع الاسف هذا الخيار غير متاح أمام المبتدئين والمستثمرين الصغار، وذلك لأنه يتطلب التوفر على رأس مال كبير. للمعلومة اطلاق صفقة واحدة في سوق العملات الاجنبية يتطلب على الاقل الدخول في صفقة لوت (Lot) واحد على الاقل، وهو ما يعادل بيع أو شراء زوج عملات من 100 الف وحدة. مثلا تداول زوج يورو/دولار (EURUSD) يتطلب التوفر على رأس مال أولي بقيمة 100 الف دولار على الاقل. ايضا الوضع لا يختلف في سوق الاسهم فإطلاق صفقة واحدة في سهم يتطلب شراء حزمة (Lot) من 100 وحدة من نفس السهم، فمثلا الاستثمار في شركة أبل يستلزم ضرورة شراء 100 سهم من أسهما المدرجة في البورصة. حاليا يبلغ السعر التقريبي لسهم شركة أبل حوالي 182 دولار، لذلك شراء تملك أصغر حصة ممكنة سيكلفك 18 الف دولار على الاقل. هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعرفها المبتدئون خصوصا مع كثرة المغالطات التي تروجها شركات التداول النصابة بامكانية بدئ الاستثمار انطلاقا من مبالغ بسيطة لا تتجاوز 100 دولار.

هذه الشروط التمويلية التعجيزية للبورصات لا تترك أي خيار أمام المبتدئين سوى الاستثمار مع شركات الوساطة المالية التي تتيح فتح عقود (CFD) برافعة مالية، وهو ما يسمح بالتداول انطلاقا من رأس مال صغير. صحيح أن بعض الشركات تسمح بفتح صفقات عقود CFD بمبالغ صغيرة لا تتعدى 500$ مع استخدام رافعة مالية مرتفعة قد تصل لحدود 1:200، لكنني شخصيا اوصي بتفادي كل الشركات التي تقدم رافعة مالية مرتفعة وغير منطقية تتجاوز 1:20 على الاكثر. إذا كنت مهتما بالاستثمار في سوق العملات الاجنبية (Forex)، فإني أنصحك بالاستثمار مع وسيط موثوق ضمن القائمة التي سبق لنا تقييمها في هذا الدليل حول أفضل شركات الوساطة المالية لتداول العملات في العالم. ايضا يمكنك الاستثمار في اسواق الاسهم والسلع بنفس الطريقة عن طريق المتاجرة في العقود مقابل الفروقات (CFD)، ولهذا الامر يرجح فريق الموقع كفة شركة Exness الاحترافية والموثوقة لأنها تدرج عدد كبير من اسهم الشركات المتنوعة مقارنة بالمنافسين. أيضا تتميز بسرعة تنفيذ اوامر الصفقات مع اعتماد رسوم جد تنافسية، وهو ما يجعلها الخيار المناسب لكل المبتدئين. كنصيحة يفضل البدئ في الاستثمار في سوق الاسهم أو العملات برأس مال أولي لا يقل عن 10 الاف دولار على الاقل، وهو ما سيحميك من الوقوع في فخ الرافعة المالية مع تجنب دفع الفوائد الباهظة لشركات الوساطة. تذكر أن استخدام الرافعة المالية بهامش مرتفع جد خطر، وذلك أنها الارباح يتم تقاسمها مع شركات الوساطة بينما الخسائر يتخملها المتداول لوحده حسب هامش الرافعة المستخدم.

2. ركوب الموجة

غالبا ما يميل المستثمرون إلى التوجه نحو الشركات التي تستثمر في قطاعات واعدة مثل التكنولوجيا أو الهندسة الحيوية، وهذا الأمر منطقي لأن الكل يحاول القفز لركوب الموجة القادمة التي لا تتطلب رأسمال كبير وعوائدها خيالية. تخيل معي لو استثمرت في أسهم نيتفلكس في بداية خدمة البث أونلاين، والعوائد التي كنت لتحققها لو احتفظت بها إلى الآن. المشكلة مع هذا التوجه هو أن الأغلبية تستثمر في هذة الشركات فقط لدعايتها المقنعة دون القيام ببحث معمق عن تاريخها، الحلول التي تقدمها وكذلك البيانات المالية لها التي غالبا ما تكون غير كافية. ايضا ركوب الموجة لا يندرج في اهتمامات المستثمرين فقط، فالمحتالون كذلك ينتهزون الفرص لاستغلال سذاجة المبتدئين. خير مثال الأموال الطائلة التي خسرها المتداولون أثناء الإستثمار في شركات الماريخوانا في موجة تقنينه، إذ تبين أن أغلب الشركات لا تحقق أرباحا رغم انفاقها اموالا باهظة على الدعاية. إذا كنت تمتلك توفيرا جيدا مع بعد النظر، فمن الأفضل الإستثمار في قطاع لديك فيه تجربة أو شراء أسهم في الشركات الكبرى ذات البيانات المستقرة.

3. المبالغة في التوقعات

الإستثمار في الأسهم يتطلب التفكير بواقعية لأن تحقيق الأرباح ليس أمرا سهلا، كما أنه ليس فرصة لتحقيق الثراء السريع كما يصوره فيلم “The Wolf of Wall Street” للنجم ليوناردو دي كابريو. بعض المستثمرين المبتدئين يتعاملون مع شراء الأسهم كأوراق يانصيب، ويتوقعون أن إستثمارهم ل 500 أو 1000 دولار سيحقق لهم ثروة في وقت قصير وهذا أمر خاطئ. سوق الأوراق المالية محفوف بالمخاطر لذلك من المهم تتبع أرشيف أداء الأسهم وتوقعات المحللين قبل وضع خطة لتقليل المخاطر، ومع ذلك يمر السوق بتقلبات دورية مما يجعل من الصعب التنبئ بمصير سهم ما فقط بناء على بياناته السابقة. هناك ضمان في السوق لكن المتعارف عليه أن متوسط أداء سنوي يناهز 10% دليل على أن السهم جيد و يستحق الإستثمار فيه. أيضا إذا كنت مستثمرا محبا للمغامرة وتدفق الاندرينالين، فمن الأفضل لك تجربة المراهنة على عقود الخيارات الثنائية لأنها أكثر ملائمة لشخصيتك. أيضا تقدم فرصة جيدة كذلك لتحقيق ارباح كبيرة في وقت وجيز أو خسائر ضخمة في نفس الوقت، فهي تشتغل بنفس آلية عمل مواقع المراهنات الرياضية والفرق فقط في الرهان على صدق تنبؤات حركة الاسعار.

4. الثقة الزائدة بالخبراء

الكل يتابع الخبراء في النشرات الإقتصادية وآراء المحللين على تويتر للإطلاع على آخر تطورات السوق، لكن هل آرائهم تستحق الثقة العمياء؟ بطبيعة الحال لا فمن أهم عادات المستثمر الناجح الشك في أي معلومة حتى يتحقق منها. الأمر لا يعني عدم كفاءة المحللين لكن السوق تتحكم به حيتان صناديق التحوط و الأجندات الخفية, لذلك من الطبيعي دفع الأموال لتوجيه السوق في إتجاه معين. مثلا لن تسمع بسهم واعد مجانا ولن تتسرب أخباره إلى وسائل الإعلام مثل CNBC حتى يكون محترقا، لكن الحيتان ترغب بالدفع به للسقف من أجل رفع قيمة الأصول ثم المغادرة بأرباح طائلة مع ترك المستثمرين لحصد الخسائر. الخطأ القاتل الذي يرتكبه المبتدئون هو الإنضمام للقطيع بلا تفكير, وهذا الاندفاع نتيجته شراءهم أسهم ساخنة ومتقلبة مقابل أموال أكثر. أيضا عند استعمال خاصية نسخ التداول التي توفرها مواقع التداول الإجتماعي مثل منصة إيتورو لا بد من التحري بجدية عن الخبير قبل النسخ، فبعضهم يميل للإتفاق مع المنصة تحت الطاولة لدفع المستثمرين إلى الخسارة.

5. خفض مؤشر المتوسط Averaging Down

غالبا ما ينظر إلى خفض مؤشر المتوسط على أنه آلية تساعد على التكيف مع الأخطاء السابقة، فمثلا قمت بشراء سهم ب 10 دولار لكن قيمته انخفضت ل 7 دولار فعوضا عن التوقف تقوم بشراء العديد من الأسهم الأخرى. أملك في هذه الحالة هو الإستمرار في الإستحواذ حتى يظهر تحول في المسار الذي توقعته بإرتفاع سعره من جديد، و بالتالي محاولة إقناع نفسك أنك اتخذت قرارا ناجحا. أود الاشارة إلى أن آلية خفض مؤشر المؤشر تبدو فعالة عند الإستثمار طويل الأمد في سهم ممتاز، لكنها غير آمنة عن تداول تداول الأسهم الخطرة فكل ما تقوم به الإستثمار في صفقة فاشلة.

6. الإستهانة بالمخاطر 

القدرة على تحديد وتحمل المخاطر ضروري من أجل إدارة المحفظة الإستثمارية بكفاءة، فتحقيق المكاسب يتطلب المغامرة في الكثير من الأحيان. ليس كل المستثمرين يتمتعون بالقدرة على مجاراة تقلبات السوق، عدم اليقين والإنخفاضات الدراماتيكية للتداولات ذات المخاطر العالية، لذلك يجب دارسة ملف تعريف المخاطر بجدية قبل شراء أي سهم. إذا كنت تبحث عن تقليل المخاطر فمن الأفضل الإستثمار في الأسهم الممتازة للشركات ذات الجدوى و التي تمتلك بيانات مستقرة، أما أسهم الشركات المبتدئة فمحفوفة بالمخاطر و لو كانت واعدة حسب بعض المؤشرات. 

7. الشراء بالهامش Margin

الهامش هو الضمان الذي تقوم بإيداعه لدى الوسيط كضمان إئتماني، وهو ما يوفر لك القدرة على مضاعفة قوتك الشرائية لإنتهاز الفرص الواعدة في السوق لكنه محفوف بالمخاطر. التداول بالهامش من أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المتداولون المبتدئون باستخدام الرافعة المالية، فنظريا يبدو فرصة جيدة لتحقيق أموال سهلة لكن سينتهي بدين كبير إن لم تسر توقعاتك كما كان مخططا لها. الأمر أشبه باستخدام بطاقتك الإئتمانية لشراء أسهم من أجل تحقيق أرباح(الفرق فقط أن الفوائد منخفضة)، فهل تبدو لك هذه الفكرة جيدة وتناسب متداول مبتدئ دون خبرة؟إذا لم تكن تتمتع بالخبرة وليس لديك الوقت الكافي لمراقبة صفقاتك في السوق للتدخل في أي لحظة، فأسوأ سيناريو ستواجهه سيكون كارثيا عند انخفاض قيمة الأسهم وأنت غائب أو غير متصل. الوسيط في هذه الحالة سيقوم ببيع أسهمك لتعويض أي خسائر قد تكبدها، كما ستعاني مع تقلبات أسعار الصرف، الضرائب الخاصة و فقدانك الوصول لفوائد طويلة الأجل لمشروعاتك الأخرى الواعدة. أيضا لا ينصح الخبراء باستخدام الشراء بالهامش عند التداول على منصات العملات الرقمية لأن رسومه عاليه جدا، كما أن سوق الكريبتو أكثر عرضة للتقلبات.

8. الثقة الزائدة

النجاح في تداول الأسهم ليس سهلا أو مفروشا بالورود، لكن بعض المبتدئين عديمي الخبرة “يحالفهم الحظ” في أولى تجاربهم لذا تتكون لديهم قناعة أن تداول الأسهم هو السبيل الأسهل لتحقيق الثروة بسرعة. نمط التفكير هذا جد خطر فهو يشجع على المخاطرة دون تخطيط، بينما الإستثمار يتطلب بعد النظر واتخاذ القرارات التي تناسب الخطط الطويلة الأمد. إذا حققت نتائج جيدة في بداياتك مع تداول الأسهم إعتبرها فقط ضربة حظ و إلا ستخسر كل شيء سريعا بسبب الغطرسة. للمعلومة تعتبر بورصة الأسهم من أكثر الأسواق المالية شهرة وضخامة من حيث عدد المتداولين، لذلك تجنب الغرور فمهما بلغت نتائجك تبقى أصغر مما تتخيل.

أخطاء الاستثمار في سوق الأسهم

9. التداول دون وقف الخسارة Stop Limit

مالك الأسهم الجيد يتحلى بضبط النفس و الصبر، فحتى لو إنخفضت قيمة السهم لا يغادر السوق حتى يقتنع أن الإستمرار سيجلب فقط الخسائر. أي مستثمر يجب أن يضع حدا أقصى للخسائر التي يستطيع تحملها، لذا آلية وقف الخسارة تساعد على ضبط مستوى الخسائر المقبول بطريقة أوتوماتيكية. عند إنخفاض الأسعار عن المستوى المقبول، يقوم الوسيط مباشرة بالبحث عن مشتر و بيع الأسهم مما يقلل حجم خسائرك لأقصى درجة ممكنة. عدم إستعمال آلية وقف الخسارة يدل على غياب أي إستراتيجية تداول مدروسة، كما سيجعلك ضحية لأي نشاط غير متوقع أو تقلب في أسعار السوق.

10. عدم اختبار إستراتيجيات التداول

حاليا توفر كل منصات التداول حسابات تجريبية بآلاف الدولارات لإختبار الاستراتيجيات وإكتساب خبرة كافية قبل التداول الفعلي، وهو الأمر الذي يمكنك استغلاله لتقليص حجم الخسارة ما أمكن. الحسابات التجريبية ستساعدك على إكتشاف الأخطاء المرتكبة عند وضع الاستراتيجيات مع إكتساب مهارات أساسية مثل الصبر، التفكير بواقعية و التعامل الجيد مع الضغوط. أنصحك باستثمار الوقت الكافي في التعلم واختبارك استراتيجياتك قبل المغامرة بفتح صفقات، فأي خسارة كبيرة قد تسبب لك انتكاسة ونفور من مجال التداول. الأمر الرائع كذلك أنه يمكنك بدئ التداول في حسابات حقيقة، ودون المخاطرة برأس المال الشخصي عن طريق الحصول على حساب تداول ممول. شركات التمويل تقدم هذه الخدمة مجانا للمتداولين المحترفين أو متوسطي الخبرة مقابل تقاسم عوائد الحساب، وبالتالي تعد فرصة جيدة للمتداولين المفتقرين لرأس المال. الحصوص على حساب ممول يتطلب استيفاء بعض الشروط مثل التوفر على مهارات جيدة في دراسة السوق، والقدرة على إدارة العواطف بشكل جيد أثناء التداول. أيضا لابد من المرور بفترة تقييم أولية مع العمل في حسابات حقيقية ومقيدة، وذلك قبل اجتياز الاختبار النهائي وحصولك على التمويل اللازم.

الخلاصة

يوصي خبراء الإستثمار بتجنب الأخطاء الواردة أعلاه قبل المخاطرة برأس المال، لكن هذا لا يعني أنه يمكن الوصول لوصفة سحرية تساعدك على تحقيق الأرباح بصفة مضمونة. النجاح في التداول لا يتطلب التوفر على ذكاء خارق، بل فقط القدرة على تعقب مصادر المعلومات ومتابعة كبار المحللين الفنيين بصفة دورية قبل وضع استراتيجية التداول المناسبة. الأمر المميز في سوق الأسهم أن الحيتان المتمثلة في صناديق التحوط والبنوك تلعب دورا محوريا في تحديد اتجاهات السوق، لذلك كل ما عليك هو تعقب اتجاهات استثماراتهم للحصول على فكرة واضحة عن الأسهم الواعدة. إذا كنت تتوفر على أي استفسارات إضافية فنحن مستعدون للمساعدة بالإجابة على أسئلتكم في قسم التعليقات.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

0 تعليق

إرسال تعليق