10 خطوات ذكية لإدارة ميزانية البيت وتقسيم مصروف الشهر بدقة

بواسطة | Last updated Jan 24, 2024

لست الوحيد أو الوحيدة التي تعاني من مشاكل مع إدارة مصروف البيت، فأغلب الأسر رغم دخلها المرتفع إلا أنها تعاني دائما من عدم كفاية الراتب وتراكم الديرن الاستهلاكية. هذا راجع بالأساس للتدبير المالي السيئ والإفراط في الإنفاق على الكماليات، لكن يمكنك تجاوز هذه المشكلة عن طريق الحكامة وتغيير نمط العيش الفوضوي. أود مسبقا تذكيرك على أن إدارة ميزانية البيت عبارة عن معركة ذهنية، خصوصا أن الانسان استهلاكي بطبعه ويصعب عليه مقاومة المغريات.

خطوات ذكية لإدارة ميزانية البيت وتقسيم مصروف الشهر بدقة

قام فريق الموقع بشرح أهم الخطوات الذكية لإدارة ميزانية البيت وتقسيم مصروف الشهر بدقة لمساعدتك على تغطية مصاريف المعيشة والتوفير من الراتب الشهري.

1. تحديد الميزانية الشهرية 

الأرقام لا تكذب لذلك يجب جرد جميع المداخيل المضمونة مثل الراتب أو أي دخل تحصل عليه بصفة شهرية مهما كان بسيطا. كذلك لا تغفل عن تحديد المصاريف الثابتة مثل الكراء، الفواتير، الضرائب، تكاليف تمدرس الأبناء وأقساط الديون المستحقة، فآخر المشاكل التي سترغب بمواجهتها الوقوع في فخ تراكم الديون وفوائدها لتغطية الالولويات. أيضا يفضل إعطاء هامش أكبر لحجم الإنفاق وذلك لتغطية المصاريف غير المتوقعة مثل التطبيب، الدواء والولائم في حالة الإعتياد على استقبال الضيوف. لتنظيم ميزانية البيت بشكل جيد يفضل الإستعانة بنموذج جدول لتنظيم الراتب الشهري و العديد منها متوفر أونلاين، وكذلك ضرورة وضعه في مكان مناسب مثل المطبخ لتشجيعك أكثر على الالتزام بالخطة المالية لادارة الراتب الشهري.

2. الأولوية للنفقات الضرورية

تنظيم مصروف البيت هو من المهارات الأساسية التي يجب أن تتعلمها بسرعة، وذلك لأنه السبيل الوحيد للتعامل مع ارتفاع مؤشرات التضخم توكاليف المعيشة بشكل متسارع. توفير المال من الراتب الشهري لن يتحقق دون الفصل بين المصاريف الأساسية والكمالية، وهذه القاعدة متعارف عليها عند وضع أي خطة لتدبير الموارد المالية. لا بد من تقدير قيمة النفقات المخطط لها كمصروف الشهر الشهر مع إعطاء الأولوية للأمور المهمة، فهذا سيساعدك على إبقاء ميزانية البيت الشهرية تحت السيطرة مع القدرة على مواجهة أي طارئ. أيضا يجب الفصل بوضوح بين الحاجيات والرغبات، فجرد بسيط لمصاريفك الشهر الماضي سيوضح لك حجم الأموال التي تنفقها في أمور تافهة. أيضا تجنب زيارة المولات، فأغلبها تم تصميمه بعناية مع إطلاق الموسيقى المناسبة لتحفيز الدماغ على إنفاق الأموال دون تخطيط وهو ما سيوقعك في فخ الاستهلاك غير المعقلن بسرعة.

3. التسوق الذكي

لا بد من تعلم مهارات التسوق الذكي التي ستساعدك على شراء منتجات ذات جودة عالية بالتزامن مع توفير المال، وسنكتفي حاليا ببضع نصائح فقط إذ سبق لنا الحديث عن الأمر في مقال منفصل. مثلا لا بد من تخصيص مبلغ معين مع قائمة مشتريات محددة قبل التوجه للبقالة، مع الاستفادة قدر المستطاع من العروض عند تسوق المواد الأساسية مثل “الأرز، الدقيق، الزيوت و اللحوم…”. تذكر أن نجاحك في توفير القليل من المال المخصص للبقالة سيمكنك من شراء مستلزمات أخرى أو إضافة الأموال المتبقية لصندوق الطوارئ، وهو ما سيساعدك على الاسترخاء وتجنب ضغط عدم كفاية الراتب. أيضا يجب شراء الملابس و تجهيزات البيت فقط وقت العروض خصوصا في آخر الموسم، وبالتالي القدرة على ضمان نفس الجودة مع دفع أقل سعر ممكن.

4. الإحتفاظ بصندوق الطوارئ

شخصيا أسميه “الصديق الوفي” لأنه في وقت الأزمات و التي غالبا تكون غير متوقعة لن ينفعك سوى المدخرات، لذلك من الضروري تخصيص مبلغ من المال شهريا له. إذا كنت تتوفر على دخل مرتفع فمن الأفضل أن تخصص مبلغا محددا لصندوق الطوارئ ضمن مصاريفك الثابتة، أما إذا كان دخلك منخفضا فيجب الانتظار حتى آخر يوم في الشهر لتحديد المتبقي من مصروف البيت. الإدخار مهم لتغطية المصاريف الطارئة في حالة فقدان الوظيفة أو للمساعدة في تحمل أعباء المعيشة عند التقاعد، وهذه الجزئية مع الأسف يغفل عنها أغلب الموظفين الشباب وحديثي الزواج. كلنا نعلم أن رواتب المعاش جد ضعيفة مقارنة بارتفاع معدلات التضخم على أساس سنوي لمستويات قياسية، وهو ما ينعكس بشدة على جودة الحياة ويدفع أغلب المتقاعدين نحو المعاناة في مستنقع الفقر دون أمل.

5. مراقبة المصاريف

هذه الخطوة جد هامة فهي تبقيك على إطلاع على نفقاتك بالتفصيل مع القدرة على اكتشاف الأشياء الثانوية التي تستهلك المال، لذلك يجب الاحتفاظ بكل الفواتير مهما كانت قيمتها صغيرة مع مراجعتها ومقارنتها مع حجم الراتب الشهري. هذه الطريقة ستمكنك من معرفة أدائك وهل فعلا نجحت في توفير مبلغ من المال؟ أم أنك ما زلت في حاجة إلى اتخاذ خطوات أخرى لتنظيم مصروف البيت بصرامة أكبر. لمراقبة المصاريف أنصحك بشراء كل حاجياتك بإستعمال البطاقة الإئتمانية التي يمكنك تحديد سقف لها يناسب قيمة مصروف البيت المحددة، كما أن تطبيقات البنوك توفر إمكانية مراقبة حجم الإنفاق حسب كل مجال البقالة، الملابس، المطاعم... أيضا الإستعمال الجيد للبطاقات الإئتمانية يؤهلك للإستفادة من خصومات و عروض يقدمها البنك، لذلك لا تترد في استخدامها بشكل مناسب.

6. تجنب الإنفاق العاطفي

العدو الأول الذي يجعل مهمة إدارة الراتب الشهري صعبة هو العاطفة، فكل خططك للإنفاق المنظم ستفشل لو كنت متسامحا مع رغباتك بشراء حاجيات لم تكن في قائمة المشتريات المخطط لها. نحن بشر لذلك من المستحيل نظريا الإلتزام بالخطة بدقة، لذلك كافئ نفسك من وقت لآخر بشراء ما ترغب به شريطة ألا يكون مكلفا لميزانية مصروف الشهر. مثلا عند إصطحاب الأطفال للمولات تجنب ركن الألعاب إلا إذا كنت مستعدا لشراء ألعاب جديدة لأطفالك، فبكاء الأطفال لا يقاوم وسيدفعك للإنفاق بكل تأكيد. من جهة أخرى لا بد من تجنب التأثر بالإشهارات لذلك يفضل استعمال مانع الإعلانات عنذ تصفح الهاتف أو الحاسوب، كما يجب تجنب إعطاء أي فرصة لقراءة المنشورات الإعلانية التي تصل لصندوق بريد البيت.

7. تطوير الثقافة المالية

القاعدة بسيطة ألا وهي عندما تعرف قيمة المال تستطيع إدارتة بشكل أفضل، لذلك أنصحك بمطالعة الكتب و متابعة آخر التطورات الإقتصادية من أجل فهم قواعد السوق، العادات الإستهلاكية و الأخطاء المالية التي تدفعك للوقوع في فخ الديون. ليس بالضرورة أن تقرأ الكتب التي تتناول العناوين السخيفة مثل ” كيف تصبج مليونير؟” والتي يروج لها في الغالب محتالو التنمية الذاتية والعلاج الروحي، بل في مطالعة كتب الخبراء الإقتصاديين التي تقوم بشرح آليات السوق والإشهار على سبيل المثال. عندما تصل إلى قناعة مفادها أن العالم لا يرى فيك سوى آلة مستهلكة يجب إغراقها بالديون و تخديرها بالدعاية، آنذاك ستكون أكثر حكمة و حرصا على إدارة أموالك بشكل أفضل.

8. تنويع مصادر الدخل

الإعتماد على الراتب وحده ليس كافيا للعيش برفاهية و تحقيق كل الأهداف المالية، لذا من الضروزي تعلم مهارات جديدة يمكن تحويلها إلى مصدر دخل مستدام. إذا لم تكن تتوفر على أي خلفية علمية أو شواهد للتقدم على وظيفة بها راتب أحسن، فمن الضروري محاولة خلق مشروع شخصي و مدر للدخل. أيضا تنويع مصادر الدخل موضوع يهم الفقراء والاغنياء على حد سواء، فهو يساعد على ضمان الرفاهية مع الاستعداد الجيد للازمات اقتصادية أو مشاكل طارئة تهدد الاستقرار المالي للاسرة. قام فريقنا سابقا بإعداد دليل حول أفضل أفكار مشاريع من البيت التي لا تتطلب خبرة و يمكن إطلاقها برأسمال صغير، وأنصحك بقرائتها بمهل فالدليل يستعرض عشرات الفرص التي تناسب الأغلبية مهما اختلفت تجاربهم وخلفياتهم الأكاديمية. أيضا إذا كنت تبحث عن فرص في تحقيق الدخل من البيت على الانترنت، فإني أنصحك بإعطاء الوقت الكافي لتجربة أحد المواقع المضمونة للربح من الانترنت والتي تم شرحها بالتفصيل في دليل سابق على مدونة مغامر.

كيف أوفر من مصروف البيت

9. وضع أهداف مالية

ليس من السهل التخلي عن العادات الاستهلاكية السيئة وتغيير نمط الحياة المترف بآخر يتطلب التقشف وتخفيض جودة الحياة، لذلك من الضروري وضع أهداف مالية واقعية للحصول على الدافع للاستمرار في الإلتزام بالخطة المالية الجديدة. لا تبالغ في أحلامك لذلك يفضل وضع أهداف واقعية مثل امتلاك سيارة، شراء بيت أو بدئ مشروع صغير، والتي تبدو أحلاما في المتناول ويستطيع الأغلبية تحقيقها في حالة العمل الجاد مع الالتزام بخطط مالية محكمة. أيضا لابد من ملائمة الأهداف مع حجم المداخيل الشهرية، وذلك كي تتجنب التعرض لانتكاسة لاحقة عند فضل مشروع الصعير أو المعاناة من بطئ تحقيق الأهداف. مثلا لا يمكنك التفكير في شراء فيلا بينما دخلك لا يتجاوز الألف دولار شهريا، فهذا ضرب من الجنون ولن تستطيع تحقيقه حتى لو وفرت كل راتبك. للمعلومة الربح السريع ممكن فقط لو حالفك الحظ رهاناتك على أحد مواقع المراهنات والقمار أونلاين، والتي تقدم فرصة لتحقيق أرباح كبيرة بشكل متزامن مع تحمل حجم مخاطرة كبير. إذا كنت من عشاق تدفق الادرينالين وتحب المخاطرة فمنصات الرهان قد تناسبك شخصيتك، بينما لا أنصح بها الأغلبية التي تفضل التخطيط الجيد وتدبير المخاطر المالية قبل اطلاق العنان للطمع اللامحدود الذي يميز بني البشر.

10. الإبتعاد عن الديون

تستثمر البنوك أموالا هائلة للترويج لعروض السلف والإقتراض، وهو ما يجعل العديد يلجأ لها رغبة في حلول سريعة لتغطية عجزه المادي دون الإطلاع على الأبعاد السلبية للإقتراض على الفرد ومساره المهني. الديون والإدارة الجيدة لمصروف البيت لا يلتقيان، فكل ما ستنجح في ادخاره سيذهب فقط لتأدية الديون مع الفوائد وهو ما ينسف كل جهودك السابقة في سبيل توفير المال. أيضا الديون ستشجعك على إضاعة الأموال في أمور تافهة لأنها ستعطيك إحساسا زائفا بالأمان المالي، وهو ما قد يسبب لك صدمة كبيرة عند البدئ بالتوصل بإشعارات البنك أو مراسلات المحاكم في أسوأ الأحوال. أينما حلت الديون تختفي البركة، كما أنها تشبه الوباء فحتى نجاحك في التخلص منها سيتر تأثيرا كبيرا في شخصيتك ونظرتك للحياة.

الخلاصة

تذكر أن التدبير السيئ لميزانية البيت من الأخطاء المالية الشائعة التي تواجهها الأغلبية، خصوصا السيدات المتزوجات حديثا و الشباب قليلي الخبرة، أيضا من الطبيعي أن تواجه نفس الأمر، فمن الأخطاء يتعلم الإنسان وهذه سنة الحياة. أتمنى أن تروق مقالتي لكم كما سأكون سعيدا للرد على تساؤلاتكم في قسم التعليقات، كما لا تبخلوا على إدارة الموقع بالدعم ومشاركة الخطوات العملية لتقسيم مصروف الشهر مع الأصدقاء.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

1 تعليق

  1. Naglaa

    موضوع قيم ونصائح واقعية

    مفيدة جزاكم الله خيرا ونفع بكم

    الرد

إرسال تعليق