هل تعاني من نقص السيولة في آخر كل شهر؟ أو تجد نفسك مضطرا للإتصال بمعارفك من أجل تغطية مصاريفك الطارئة! لا تقلق فأنت في المكان المناسب. دخلك أو راتبك الشهري هو غالبا ما يحدد أسلوب حياتك، لذلك التعامل الجيد معه سيريحك من المتاعب. إن تحدي إدارة الراتب بشكل جيد لا يتعلق فقط بمحاولة إيجاد طرق فعالة لتغطية تكاليف المعيشة الأساسية، بل في التمكن من سداد الديون و توفير جزء من الراتب الأساسي من أجل الطوارئ وتنويع مصادر الدخل في أسرع وقت ممكن.
خطوات ذكية لإدارة وتقسيم الراتب الشهري بحكمة مع توفير المال
قام فريق الموقع بشرح أهم الخطوات الذكية لإدارة وتقسيم الراتب الشهري بحكمة لمساعدتك على إبقاء المصاريف تحت السيطرة مع توفير المال وتجنب الوقوع في فخ الديون.
1. تحديد ميزانية شهرية
دعني أقولها بكل صراحة! عدم تحديد ميزانية شهرية يشبه السير في درب مظلم دون مصباح، ولك أن تتخيل النتيجة الكارثية. تحديد ميزانية شهرية للبيت على أساس الراتب الثابت جد مهم، وسيضمن لك ضبط المصاريف و تقسيم النفقات على حسب الأولوية. إجمالا يمكن تقسيم أنواع النفقات حسب القيمة والأهمية، والتي لخصناها في النقاط التالية:
- الضروريات: تشمل كل المصاريف الثابثة مثل سومة الكراء، الفواتير،البقالة، أقساط الديون المستحقة، التأمينات و رسوم تمدرس الأبناء.
- التحسينات: غالبا ما تكون مصاريف غير متوقعة مثل الحاجة إلى خدمات السباكة، شراء مستلزمات جديدة للبيت أو الإنخراط في إلتزام مالي جديد.
- الكماليات: تشمل كل ما يمكنك التخلي عنه مثل الأكل في المطاعم، الهدايا، تذاكر السينما، اشتراكات الترفيه (مثل نتفلكس و أنغامي..) و كذلك الأسفار.
دائما يجب مراقبة كل المصاريف مع التبريرات، خاصة عندما يتعلق الأمر بنفقات شخصية تتحكم بها العواطف كالهدايا والتسوق المندفع. لا يعني هذا بأي حال من الأحوال أن لا تستمع بوقتك في حدود ميزانية معقولة، لكن تذكر أن ما تنفقه اليوم هو ما ستحرم نفسك منه مستقبلا.
2. تسديد الديون في الوقت المناسب
هذه الخطوة جد مهمة وستوفر لك الكثير من الكاش، علما أن معظم خطوط الإئتمان، مزودي الخدمات و شركات التأمين تفرض علاوات ضخمة على كل تأخير في السداد. أضف إلى ذلك أنه في حالة عدم تسديد المستحقاتك للشركات فلا حل أمامها سوى ملاحقتك قضائيا، و غالبا ما ستتحمل قيمة الدين مع الغرامات المترتبة بالإضافة إلى أتعاب المحامي. يفضل التعامل مع شركات تقدم خطوط إئتمان ميسرة مع تسهيلات للسداد، كما لا تفرض علاوة ضخمة عند التعثر المالي أو التأخير.
3. الفصل بين الحاجيات و الرغبات
نحن نعيش في عصر السوشال ميديا الذي أضحت معه المظاهر أكثر أهمية من الاستثمار في تملك الأصول، خصوصا لدى جيل الشباب المتؤثر بشدة بأسلوب حياة انفلونسرز على مواقع التواصل الاجتماعي. أيضا يتفاعل دماغنا بشكل يومي مع كمية هائلة من المعلومات و الإشهارات سواء في البيت أو خارجه. وهذا راجع لتركيز الشركات على التسويق الالكتروني. هذه الحقيقة المؤسفة تفرض عليك تجنب الخلط بين ما تحتاجه فعلا وما تشتهيه، وذلك لعدم الوقوع ضحية لفخ الإستهلاك غير المعقلن. مثلا الطعام ضرورة حيوية و زيارة مطعم راقي هو تجربة يحبها الكل، لكن سيكون مدهشا كم ستوفره من المال لو اكتفيت فقط بشراء طعام عضوي و ظبخه في البيت بدل الأكل في مطعم راقي. أيضا يجب ألا ننسى القيمة الغذائية للخيار الثاني، وهي التي تلعب دورا حاسما لتعزيز صحتك على المدى الطويل.
4. استخدام قاعدة 50-30-20
هذه القاعدة ليست صارمة بل يمكن تكييفها حسب مستوى المعيشة و حجم الدخل، لكنها إرشادات تقريبية لمساعدتك في إنشاء ميزانية سليمة من الناحية المالية. ما هي قاعدة 20/30/50 لتقسيم الراتب؟ ببساطة تقسيم الراتب حسب النفقات على الشكل التالي:
- 50% الإحتياجات: تكاليف المعيشة الرئيسية مثل سومة الكراء، البقالة، بنزين السيارة و الفواتير.
- 30% الرغبات: المصاريف غير الضرورية مثل الترفيه، العطل و المطاعم.
- 20% الأهداف المالية: جزء من الراتب يستعمل فقط لتسديد الديون أو الإدخار.
معظم الناس لا يدخرون و في نفس الوقت يبالغون في الإنفاق، لذلك قاعدة 50/30/20 ستساعدك على تحديد الأولويات والحد من الإنفاق الزائد. هذه القاعدة جد مهمة لتجنب إنفاق الموارد على الأشياء الغير المهمة وتطوير المدخرات، كما ستتيح لك مخرجا وقت الأزمات الاقتصادية.
5. الاحتفاظ بصندوق الطوارئ
التوفير هو عادة صحية يجب أن تتعود عليها و تطورها باستمرار، كما أنها خطوة مهمة لتطوير شخصية قوية وقادرة على تحمل المسئولية. إذا عاد بك الزمن للوراء فستتذكر علاقتك الخاصة مع حصالة النقود، والتي كانت تشغل تفكيرك على مدار اليوم وبها جربت شعور الملكية الفردية لأول مرة. كلنا قد نمر بظروف مالية صعبة مثل فقدان الوظيفة، التعرض لحادث أو المرور بأزمة صحية، وهنا تكمن أهمية التوفر على ميزانية طوارئ نغطي بها نفقاتنا وقت الحاجة. تذكر أن الحياة تقدم فرصا نادرة وأن الأيادي لن تمتد لمساعدتك وقت الشدة، لذلك أوصيك بضرورة التخلص من الديون و تأمين الإستقلال المادي في أقرب وقت ممكن.
6. وضع أهداف مالية
من لا يمتلك هدفا لن يكون لديه الحافز للاستمرار والانضباط، لذلك يجب وضع أهداف قصيرة المدى و أخرى طويلة المدى. هذا الأمر سيساعدك على تعلم التضحية بالإستغناء على النفقات الزائدة، كما سيضمن لك تطوير شخصية المستثمر الناجح. عندما تقرر وضع استراتيجة لإدارة الأموال من أجل تحقيق أهداف معينة، فأول خطوة تتمثل في دراسة نجاعة إدارتك للراتب والتعامل بحذر مع المغريات. أيضا سيبقيك هذا التخطيط مراقبا لكل المصاريف، و هل تحرز تقدما في خططك للتوفير أم لا؟.
7. مكافئة النفس من وقت لآخر
حرصك على الإنفاق بعقلانية لا يعني بالضرورة أن تكون شحيحا و بخيلا، بل كن معتدلا في خياراتك و احرص على أن تستمتع بوقتك دون مبالغة في النفقات. الخوف من المستقبل فقط ينسيك عيش الحاضر، إذ لا يصح التوفير إلا من أجل الإستثمار لاحقا أو الإستعداد للأزمات. هذا الواقع يفرض عليك مكافئة نفسك وعائلتك من وقت لآخر بعشاء رومانسي، أو لما لا السفر في عطلة بأقل التكاليف الممكنة. الوصفة المثالية للإنفاق المعقلن هي الموازنة بين ترشيد الإستهلاك و الحالة الذهنية، فجميعنا قد نعاني من الضغط والإرهاق اللذان يدفعاننا لاتخاد قرارات مالية خاطئة.
8. تطوير الثقافة المالية
معرفة قيمة المال الحقيقية لا تتحقق إلا بمراكمة التجارب ودروس الحياة، وهذه الجقيقة ستدركها مع مرور الوقت وبشكل شخصي. مثلا طالب الجامعة يرى في راتب الوظيفة حلا لكل أزماته المادية، لكن بمجرد حصوله على عمل مستقر يجد نفسه مصطفا في طوابير البنوك بحثا عن القروض الاستهلاكية. هذا الأمر جد عادي فالطموحات تتغير بحسب حجم الدخل، لذلك يفضل الاستفادة من تجارب الآخرين وهو ما حرصنا على مشاركته على شكل مقالات مفيدة في قسم التخطيط المالي الخاص بمدونة مغامر. كلما قرأت أكثر عن المال والاقتصاد إلا وطورت مهارات جيدة في تدبير المال، وهو الأمر الذي سينعكس يالإيجاب على طريقة إدارتك للراتب الشهري.
9. الإستثمار في الذات
صدقني مهما كان عمرك فالوقت ليس متأخرا للتفكير في تنويع مصادر الدخل عن طريق الحصول على وظيفة ثانية أو إطلاق مشروع شخصي، مثلا أغلب رجال الأعمال لم يوفقوا في بناء شركات ناجحة إلا في سن الأربعينات، وهذا الامر لا يشاركه الا القليل منهم مع الجمهور. أيضا إذا كنت في بداية مسارك المهني فإني أنصحك بالاستثمار في باقات التأمين وخطط التقاعد، فكلما بدأت في سن صغيرة إلا وكانت حظوظك أفضل عن طريق مراكمة النقاط والإستفادة من التخفيضات. أخيرا إذا كنت لا تتوفر على رأس مال كبير وترغب بالعمل من البيت، فإني أنصحك بتخصيص عشر دقائق من وقتك لمطالعة هذا الدليل حول أفضل الطرق السهلة للربح من الأنترنيت. كل أفكار المشاريع الالكترونية الناجحة ناقشناها في الدليل بالتفاصيل، وهو الأمر الذي سيساعدك على تكوين فكرة جيدة على طبيعة الأعمال المتوفرة أونلاين.
خلاصة القول
الإدارة الفعالة للراتب هي تجربة ستراكمها غالبا مع مرور الوقت والمعاناة، خصوصا عند التعرض لأزمات مالية والتي ستكشف لك زيف أغلب العلاقات الاجتماعية التي تحتفظ بها. كلما كنت واعيا بتأثير تصرفاتك و اختياراتك على ميزانيتك مبكرا، إلا و ضاعفت حظوظك في تكوين ثروة على المدى المتوسط والبعيد. آتمنى أن تكون النصائح التي شاركتها في المقال محفزة لك على تدبير راتبك بشكل أحسن، وإذا كنت تعتمد طرقا أخرى فسنكون سعداء بمشاركتك لها معنا في قسم التعليقات.
0 تعليق