10 خطوات لبدئ مشروع صغير ومربح من الصفر بأقل تكلفة

بواسطة | Last updated May 31, 2023

يعتبر التخطيط لبدئ مشروع جديد من أكبر التحديات التي تواجه رواد الأعمال، خصوصا المبتدئين أو الذين يخوضون مغامرتهم الأولي بفتح مشروع صغير. أيضا اتخاد القرار بالتحول إلى رائد أعمال بدل الأمان الوظيفي ليس سهلا، فهذه القفزة المفاجئة محفوفة بالمخاطر وتتطلب القيام بالتضحيات. ما دمت تتصفح هذا المقال فلقد حسمت أمرك بإنشاء مشروعك الخاص، لذلك سنحرص على مدك بالمعلومات الأساسية والنصائح القيمة لتحقيق النجاح. قمنا بإعداد هذا الدليل لمرافقتك خلال كل مراحل بدئ المشروع، انطلاقا من تحديد الفكرة إلى تسجيلها قانونيا والبحث عن شركاء للحصول على تمويل. 

خطوات بدئ مشروع صغير ومربح من الصفر بأقل تكلفة

قام فريق الموقع بشرح أهم الخطوات العملية لبدئ مشروع صغير ومربح من الصفر لمساعدة المبتدئين بدون خبرة على تحويل أفكارهم إلى تجارب تجارية ناجحة وبأقل تكلفة.

1. اختيار الفكرة المناسبة

فكرة المشروع لن تظهر من العدم، بل من الطبيعي أن تستقيها من مجالك الوظيفي أو تتبعك للمبادرات الناجحة في محيطك. يفضل اختيار الفكرة في مجال يدخل في نطاق شغفك أو تتوفر فيه على خبرة مهنية، فهذا يضمن لك تقليص هامش المخاطرة و مراكمة الخبرة بسرعة. أيضا تجنب نسخ أفكار الآخرين فقط لأنها ناجحة، فهذا خطأ يقع فيه أغلب المبتدئين. نجاح المشروع لا تحدده الفكرة أو الإضافة التي يقدمها، بل تتحكم به عدة عوامل أخرى أهمها خطة العمل، التسويق وحسن التسيير. أخيرا لا بد من أخذ البيانات المالية بعين الاعتبار، لأن فكرة المشروع يجب أن تتناسب مع قيمة الرأس مال المعتمد. إذا كنت تخطط لإطلاق المشروع كمصدر دخل إضافي والعمل لبضع ساعات فقط، فأنصحك بتصفح الدليل السابق حول أفضل أفكار المشاريع الناجحة والمربحة من البيت.

2. دراسة السوق

الآن بعد توصلك لفكرة المشروع، حان الوقت لدراسة الجدوى والتحقق من الفرص المتوفرة في السوق. رائد الأعمال الناجح يقضي الوقت الكافي في تتبع المنافسين والمنتجات الرائجة في السوق، وبالتالي اختصار الوقت للوصول إلى الوصفة المثالية لإطلاق المشروع. المعرفة قوة لذلك لا بد من جمع البيانات بدقة عن فئة العملاء المستهدفة، والتي تشمل معدل الأعمار، الوضعية الإجتماعية، ومستوى الدخل. دراسة السوق تمكنك من تصميم المنتج أو تقديم الخدمات بما يتوافق مع توجهات العملاء، وبالتالي تجنب الاستثمار في مشاريع ليس عليها طلب. البيانات تساعدك على تصميم منتج جيد وطرحه للبيع بثمن مناسب للعملاء، مع إضفاء لمسة جديدة في حالة الاستثمار في المشاريع المشبعة والكلاسيكية مثل المطاعم، المقاهي، البقالة وغيرها.

3. وضع خطة عمل 

أغلب المشاريع الصغيرة تفشل لأنها ولدت بأخطاء ولم تدرس بشكل جيد، فالحماس الذي يتملك المبتدئين غالبا ما يقودهم لارتكاب أخطاء فادحة. امتلاك خطة عمل رسمية سيساعدك على:

  • تنظيم مراحل تطور المشروع.
  • تحديد الأولويات والمصاريف الأساسية.
  • وضع الأهداف واستراتيجيات النمو.
  • تقليص هامش المخاطرة.
  • إقناع الشركاء بجدوى الاستثمار في المشروع.

من الجيد كذلك وضع خطة خروج آمنة للتعامل مع تعثر المشروع، فليس بالضرورة أن تحقق النجاح كما هو مسطر. أيضا ستخفف عليك الضغط و تمنحك الثقة، وبالتالي العمل على إنجاح المشروع في ظروف أحسن. إذا كنت تخطط للعمل أونلاين من البيت، فلا بد لك من الإحاطة بأبرز الفرص المتاحة والتي قمنا بمراجعتها مع التفاصيل في دليلنا حول أفضل المشاريع الإلكترونية.

4. التفكير في الحلول التمويلية

تنزيل فكرة المشروع على أرض الواقع يتطلب التوفر على ميزانية محددة، والتي يمكن تأمينها من المدخرات الشخصية، التعاقد مع شركاء أو الحصول على قروض. الخيار الأنسب للتمويل يتعلق أساسا بمدى خبرة المالك، مصاريف التجهيزات وطبيعة عمل المشروع. أيضا تمويل المشروع بنسبة 100% من المال الخاص ليست بالفكرة السديدة، خصوصا عند الافتقار للخبرة في المجال ووجود هامش كبير للخسارة. تذكر أن افتقادك للسيولة قد يتسبب بتعثر الأعمال، كما سيجعلك تحت رحمة الفوائد الضخمة للقروض العاجلة. البنوك تكون على استعداد لتقديم قروض ذات معدل فائدة أقل عند تمويل المشاريع بشكل جزئي، وأيضا الدخول مع شركاء في المشروع يقلل هامش الخسارة الشخصية بشكل كبير. أود الإشارة كذلك إلى أن إطلاق مشروع صغير لا يتطلب دائما التوفر على رأس مال، فالعديد يساهم فقط بمشاركة الخبرة والتضحية بوقته لإدارة المشروع بينما يتكفل باقي الشركاء بتكاليف التشغيل. الفكرة جيدة ويمكن توثيقها قانونيا عن طريق إبرام عقد شراكة بين طرفين الأول برأس المال والثاني بالخبرة (الجهد)، وهو ما يضمن حقوق الطرفين وتقاسم الأرباح.

5. بناء علامة تجارية مميزة

الكل يلاحظ أن جل رواد الأعمال الصغار يهملون مسألة براندينغ، لذلك من الطبيعي أن تلاحظ تشابها بين أغلب تصاميم لوجوهات وشعارات المحلات التجارية. براند أكثر من مجرد شعار أو لوحة أشهارية، بل هي في الحقيقة تجسد هوية المشروع وكيفية رؤية الآخرين له. العلامة التجارية هي السر وراء كسب ثقة العملاء والمستثمرين على حد سواء، وهو ما يفسر استمرار بعض الشركات لعشرات السنين رغم مرورها بتعثرات مالية شديدة. للمزيد من المعلومات حول طريقة بناء براند قوية ومؤثرة، ندعوك لمطالعة المقال المنفصل حول كيفية إنشاء علامة تجارية من الصفر.

6. تسوية الوضعية القانونية و التراخيص 

أولا يجب التأكد من وضعيتك القانونية كمدير لمشروع خاص أو تسويتها قانونيا، لأن أغلب الدول العربية تفرض قيودا على المزاوجة بين الوظيفة والأعمال الحرة. بدئ مشروع شخصي مع الاحتفاظ بالوظيفة الحكومية يتطلب الحصول على ترخيص خاص، فمثلا الحكومة السعودية تفرض على كل المواطنين بدون استثناء استخراج وثيقة العمل الحر. المرحلة الثانية هي التواصل مع المصالح المختصة لإصدار التراخيص اللازمة، والتي سيتم ضمها إلى ملف المشروع قبل التقدم بطلب التسجيل قانونيا. في حالة امتلاك مشروع صغير برأس مال محترم ورؤية طموحة للتوسع، فمن الأفضل المبادرة من اليوم الأول بتأسيس شركة كممثل قانوني للمشروع. القيام بهذه الخطوات كاملة سيمكنك من حماية الأصول والمصالح التجارية للمشروع، كما سيمكنك من الاستفادة من التسهيلات الحكومية والقروض الموجهة لدعم المشاريع الصغيرة. إذا كنت تخطط لإطلاق مشروع أونلاين، فأنت لست بحاجة إلى التعامل مع كل متطلبات البيروقراطية. يكفي فقط تأسيس شركة في أمريكا أونلاين، والتي ستستخدمها كمظلة لمشروعك للحصول على كل الوثائق القانونية لتأمين معاملاتك التجارية.

خطوات بدئ مشروع صغير

7. استخدام أدوات الإدارة والمحاسبة

الإنتهاء من تنظيم الهيكل القانوني للمشروع سيقودك لمرحلة استكمال الإجراءات الإدارية والتي تعتبر ضرورية لعمل المشروع في أحسن الظروف. أغلب المبتدئين يرتكبون خطأ جسيما يتمثل في ربط المشروع بوثائقهم الخاصة، وهذا فيه نوع من المخاطرة غير المحسوبة العواقب. يجب دائما إصدار سجل تجاري وفتح حساب بنكي خاص، وهذا لإبقاء الالتزامات المالية والضريبية للمشروع منفصلة عن حياتك الشخصية. أخيرا يمكنك استخدام السجل والحساب التجاري لتفعيل بوابات الدفع الإلكتروني، والتي ستمكنك من الحصول على أجهزة نقاط البيع (POS) أو إدارة عمليات الدفع على المتجر الإلكتروني للمشروع. أيضا قد تحتاج إلي استخدام برامج المحاسبة لإدارة مختلف العمليات مثل الفواتير، المدفوعات وإعداد الإقرار الضريبي بسهولة. تعلم دائما فصل المشاريع عن الحياة الخاصة، وذلك لإخلاء المسئولية وتسهيل إجراءات الإفلاس لا قدر الله. أيضا هذا يسهل عملية الحصول على قرض تمويل أو شريك جديد ، فوضوح المسئوليات والالتزامات المالية للمشروع يسهل اتخاد قرار الاستثمار من عدمه. كمعلومات إضافية يمكنك مطالعة دليلنا حول أفضل منصات التجارة الإلكترونية للتعرف على مزايا وعيوب كل منصة، كما ننصح المواطنين المقيمين داخل المملكة بتجربة منصة سلة لأنها الأفضل عند استهداف السوق السعودي.

8. الاستعانة بالخبراء وقت الحاجة 

بدئ مشروع صغير لا يعني بالضرورة معرفة كل شيء، لذلك من الطبيعي الاستعانة بالخبراء في كل مرحلة. صدقني قد ترغب بتجاهل هذه الخطوة لتوفير المال، لكنك في الحقيقة تحكم على مشروعك بالفشل منذ البداية. مثلا قد تخطط لإطلاق مطعم جديد في شارع تجاري بميزانية محترمة، لكنك لا تخطط للإستعانة بخبير ديكور لإعداد التصميم الداخلي. هذا أكبر خطأ ممكن أن ترتكبه، فلا فائدة من صرف مبالغ طائلة على التجهيزات دون وجود لمسة شخصية لعلامتك التجارية في تصميم المطعم وهذا دور مصمم الديكور. أيضا لا بد من الاستشارة مع محام أو خبير قانوني قبل كتابة أي عقد، خصوصا أن عقود الإيجار والتوريد عادة ما تتضمن شروطا مجحفة بحق أصحاب المشاريع. بخلاصة يجب الحرص على إنجاز كل مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع تحت إشراف خبير مختص، وإلا سيتنتهي بك المطاف إلى إطلاق مشروع ضعيف التنافسية و بدون إضافة تذكر. أيضا لابد من تثقيف نفسك حول فنون الإدارة في حالة توظيف كادر للعمل في المشروع، والتي تم تلخيصها في دليلنا التعليمي حول صفات المدير الناجح.

9. تنويع آليات التسويق 

تذكر أنك جديد في السوق، لذلك يجب القيام بأمور استثنائية وجديدة مقارنة بالمنافسين لإثارة الزبناء. أنا أتفق معك أن إقامة حفلة يوم الإفتتاح مع تقديم الحلويات والهدايا للأطفال شيء جميل، لكن هذا غير كاف على الإطلاق لمنافسة المتاجر القديمة في المنطقة. الحل الوحيد هو ضمان الجودة والاعتماد على أساليب التسويق الذكي، والتي غالبا ما تكلف أقل. مثلا قم بتوفير الشحن المجاني للمنازل، تقديم الهدايا المجانية للعملاء أو لما لا التبرع للحمعيات الخيرية باسم المشروع. لا توجد خطة معدة مسبقا لمساعدتك على تعلم فن التسويق، لكن يجب الحرص على استغلال أي فرصة لنشر علامتك التجارية. أيضا لا تغفل عن التسويق عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فتأثيره هائل وكلفته أرخص.

10. تتبع أداء المشروع بصفة دورية

نصيحة أخرى مهمة هي تتبع النفقات والإيرادات بصفة دورية. هذا الأمر يضمن إبقاء المصاريف في إطار الميزانية المحددة، والتعرف على فرص النمو والتطوير المتاحة. أفضل طريقة لتتبع أداء المشروع هي وضع أهداف على أساس شهري أو سنوي، وذلك على حسب حجم المشروع وطبيعة السوق المستهدفة. تحقيق الهدف المعلن يعطي فرصة لإضافة المزيد من الرأس مال للمشروع، بينما التأخر عنها سيدفعك للتريث وإعادة مراجعة المهام، طاقم العمل والنفقات.

الخلاصة:

الأمر المؤكد أن التخطيط وحده غير كاف لضمان نجاح المشروع، بل يجب التمتع بالصلابة الذهنية والمرونة الكافية للتعامل مع تطورات المشروع. نادرا ما تتجه الأمور كما خطط لها، لذلك من الأفضل وضع خطط جانبية لتدارك فشل المشروع أو على الأقل تقليل الخسائر إلى أقصى درجة. سواء كانت لديك فكرة واضحة عن خطة المشروع أو فقط تتطلع لتحقيق الاستقلال المادي، فأنا متأكد أن الخطوات الواردة أعلاه ستعبد لك طريق الاحتراف في ريادة الأعمال. أتمنى أنني كنت موفقا في شرح مختلف مراحل إنشاء المشاريع الصغيرة بصفة عامة، علما أن الوثائق والإجراءات القانونية تختلف من دولة إلى أخرى. مثلا يمكنك الاطلاع على شروط ترخيص وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودية للمشاريع الصغيرة، والتي ستوفر عليك الوقت وضجيج اليوتبرز “الخبراء”. الآن دورك للمساهمة معنا في النقاش عن طريق مشاركة تجربتك مع الجمهور أو طرح أسئلتك في قسم التعليقات.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

0 تعليق

إرسال تعليق