10 طرق فعالة للتخلص من تراكم الديون و تسديدها بسرعة (خطة عمل)

بواسطة | Last updated Aug 23, 2023

أعرف أن مقالي لن يكون الأول التي تصادفه في بحثك، لكن ما يميزه أنني صاحب المقال مررت بتجربة مماثلة أو أسوآ بوقوعي في ديون بلغت ما يناهز ٣٠ ألف دولار. الحمد لله تحاوزت المحنة وخرجت منها أقوى، بفضل الله أولا ثم الدروس التي استفدتها من التجربة. اليوم سأحاول مشاركة تجربتي مع تسديد ديوني المتراكمة، والتي اضطرتني إلى تغيير نمط حياتي جذريا. مارست التقشف وانضبطك بجدول الأداء لأقصى درجة، فمثلا ما في ستاربكس، سفريات؛ فنادق وغيرها. لم أعد لممارسة حياتي الروتينية حتى استعدت توازني المالي، و بالتالي تنفست طعم الحرية بعد معاناتي من فترة إرهاق وعذاب نفسي نتيجة ضغط الديون، وكثرة الرسائل التي تصل الجوال من ذوي الحقوق.

إذا كنت تحاول معرفة كيفية التخلص من ضغط الديون فقد تنتابك نوبة من المشاعرة المتناقضة والمتزامنة بين الإثارة، القلق، الأمل وربما حتى اليأس في أغلب الحالات. ليس من السهل الخروج من فخ الديون المتراكمة، لكنه ليس بالمهمة المستحيلة إن تم التخطيط لكل التفاصيل بعناية. في مقالي سأشاركك أهم الإستراتيجيات التي ستساعدك على تجاوز محنتك المالية بأقل الخسائر.

طرق فعالة للتخلص من تراكم الديون وتسديدها بسرعة (خطة عمل)

إليك أهم الخطوات والطرق الفعالة للتخلص من تراكم الديون لمساعدتك على وضع خطة عمل واضحة لجدولة الديون و تسديدها في أسرع وقت ممكن حتى لو كان دخلك محدود.

1. التوقف عن إقتراض الأموال

أفضل طريقة للبدء في التخلص من الديون هي أن تتوقف عن الإعتماد عليها لتغطية النفقات، فالاستمرار في اتباع نفس النهج لا يقدم الحلول بل فقط يعمق المشاكل. إذا لم يكن لديك السيولة الكافية للدفع مقابل شيء ما فتجنب شراءه، خصوصا عن طريق البطاقة الإئتمانية التي تعطي إحساسا زائفا بالأمان المالي. اتخاذ قرار مؤكد بالتوقف عن الاقتراض مع تغييرات جوهرية لنمط الحياة والنفقات هو أفضل طريقة لبدئ الإدخار من أجل تسديد الديون المتراكمة. أيضا لا بد أن تفكر في تحصيل موارد مالية إضافية بطرق غير تقليدية، فنظريا يستحيل التغلب على الديون بالاعتماد على الطرق التقليدية. الحمد لله أننا نعيش في زمن الانترنت وسوشيال ميديا، والذي يفتح الباب بمصراعية أمام الجميع لتحقيق بعض المداخيل المحترمة والتي يمكن تنميتها بسرعة مقارنة بباقي المشاريع الكلاسيكية. لا أود التعمق في هذه النقطة كي لا أخرج عن الموضوع، لكنني أنصحك بتخصيص بضع دقائق لمطالعة هذا الدليل حول أفضل مواقع الربح من الانترنت والتي تدعم الدول العربية.

2. جدولة و تنظيم الديون

قم بجرد كافة الديون مع تنظيمها من الأصغر إلى الأكبر، وثم تحديد مدى تأثير كل واحد على نمط الحياة المعتاد. أولا يجب التخلص من الديون ذات معدل الفائدة الأعلى لأن الفوائد ستتراكم عليك، كما يجب أيضا إعطاء الأولوبة للديون المستحقة لدى أفراد العائلة و الأصدقاء فتأخرك عن السداد سيضعف ثقتهم بك في المستقبل. تذكر دائما أن البنوك تتعامل معك كزبون و لن تساعدك دون ضمانات، لكن معارفك سيمدون لك يد العون في أحلك الظروف دون فوائد وضغوط. لا تنسى وضع أطار زمني واقعي لسداد الديون، فهذا الأمر سيساعدك على الإلتزام بنمط التقشف الجديد وتجنب الضغوط النفسية.

3. وضع ميزانية والالتزام بها

صدقني! إذا لم تلتزم بميزانية محددة لا يمكنك تحقيق أي تقدم. هذا الأمر سيساعدك على تقسيم النفقات بواقعية بين ضروريات تتطلب مصاريف ثابثة مثل تكاليف المعيشة، و أخرى كماليات يمكنك الإستغناء عنها مثل المطاعم والملابس. تذكر أن الإنفاق على الكماليات أخطر فهو مثل ثقب أسود يلتهم نقودك بسرعة، ولا يساعدك على التفكير في قيمة النقود على المدى الطويل. لا بد كذلك من التقشف الصارم دون إفراط، فأي ريال يتم توفيره عن طريق ترشيد إدارة الراتب سينعكس إيجابا على رصيدك و سيحسن نفسيتك المحطمة من وطئ الدين.

4. التخلص من العادات الإستهلاكية السيئة

معظم الناس تقع في فخ الديون لأنها تنفق بعاطفية و تعجز عن كبح رغباتها الإستهلاكية التي لا تتناسب مع وضعها المادي، خصوصا أننا نعيش في زمن أصبحت فيه المظاهر أهم من الأصول. حاليا حتى كبار الموظفين ورواد الأعمال عاجزون عن تلبية كل رغباتهم المادية، وهو ما يفسر بالإفراط في الإستهلاك والحرص على تسلق سلم الرفاهية دون قيد. الأخطر أنه مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي طفت على السطح ظاهرة “عش اللحظة” التي جعلت الأغلبية، خصوصا الشباب أو الجيل Z يتناسى التفكير بعقلانية. الكل يرغب بعيش اللحظة المثالية ولو مؤقتًا مهما كانت الكلفة، كما أن الأغلبية تتناسى وضع قيود على العادات الاستهلاكية. لتسديد ديونك يجب أن تتبع سياسة تقشف بقواعد محددة مع الإنشغال فقط بالأولويات، فهذا سيساعدك على التوفير وتحقيق بعض الأمان المالي.

5. الإحتفاظ بصندوق الطوارئ

هذه الخطوة ستبدو لك غريبة كشخص مثقل بالديون لكنها ضرورية جدا، فتوفرك على مدخرات ولو كانت قليلة سيجنبك الإضطرار إلى طلب ديون جديدة لو واجهك طارئ ما. الخطة هي التخلص نهائيا من عادة الإقتراض لذا أي إلتزامات جديدة ستأتي بنتائج عكسية، لذلك سيلعب صندوق الطوارئ دورا مهما في مساندتك وقت الأزمات. هذا الصندوق سيخصص لتغطية نفقاتك العاجلة مثل مصاريف العلاج، أو تسديد مستحقات الكراء والفواتير التي لا تستطيع تأخيرها. مقالنا حول فوائد الإدخار سيساعدك على فهم أهمية هذا الصنذوق و تأثيره الإيجابي على حالتك المعنوية، فتوفرك على مصروف جانبي يعطيك هامشا للإحساس بالراحة ولو أنها محدودة.

6. الحصول على وظيفة ثانية

إذا كنت أجيرا أو ذو دخل منخفض، فالتركيز فقط على توفير المال لن ينفعك على تجاوز مشكلة الديون لذلك يجب تأمين مصادر دخل جديدة. الحصول على وظيفة ثانية سيعزز دخلك الشهري، خصوصا لو كنت تمتلك القدرة على الإنطلاق في مجال تمتلك فيه الخبرة،. أيضا يمكنك المبادرة بتأسيس عمل خاص ودليلنا السابق حول أفضل المشاريع الناجحة والمربحة من البيت قد يساعدك على التقاط بعض الأفكار التي تناسب خبرتك المهنية وظروفك المادية. بالنسبة للمشتغلين في الميدان التقني أو الهندسي، فيمكنهم بيع الخدمات على منصات العمل الحر على الأنترنيت مثل UpWork و Freelancer. هذه المواقع الموثوقة وتوفر فرص عمل رائعة بمدخول يتجاوز في الغالب الأجر الشهري.

7. تطوير الثقافة المالية

إذا كنت مثقلا بهم الديون فأنت لست الوحيد، لكن الحل لا يتمثل فقط في تسديد الديون بل في تطوير ثقافة مالية وعادات استهلاكية رشيدة. كلنا نرغب في كسب المزيد من المال وتنويع مصادر الدخل، لكن القليل فقط من يجيد التعامل مع المال وتنمية الثروة. مشكلة التسيير هذه مرتبطة أساسا بظروف التنشئة، كما أنه يتم تغييبها عمدا عن المناهج الدراسة الموجهة للأطفال والمراهقين. الفقير يرى في المال هدف وليس وسيلة لذلك يقوم بإنفاقه بشراهة، على عكس الغني الذي يراه وسيله لاستدامة مستوى العيش الجيد وتأمين الرفاهية. شخصيا أنصحك بقراءة كتب الإقتصاد أو على الأقل الإستماع إلى قنوات بودكاست العربية لتطوير الذات، والتي ستساعدك على تعلم مهارت جديدة والاستفادة من تجارب الآخرين. لابد أن تطور عاداتك الاستهلاكية عندما يتعلق الأمر بترشيد الراتب أو الممتلكات، و إلا ستقضي بقية أيامك دون إستقرار مالي شحاتا على أبواب البنوك.

كيف تتخلص من الديون

8. الإستعانة بخبير مالي

هذا الخيار لا يناسب عامة الناس لإرتفاع تكلفة الإستشارات المالية، لكنه حل مثالي لرواد الأعمال و المستثمرين الذين يعانون من تعثر مشاريعهم و تراكم ديون الأبناك عليهم. الإستعانة بمستشار مالي سيساعدك على وضع خطة محكمة من أجل إدارة المحفظتة الإستثمارية بإحترافية و مواجهة التعثر المالي بأقل تكلفة. الخبرة المالية ستعطيك حلولا لإعادة التفاوض على الفوائد مع البنك، تخفيض الفواتير و إعداد ملف المشروع المتعثر لإستغلال أي مزايا ضريبية ممكنة.

9. التتبع والمراقبة

سداد الديون المتراكمة عملية معقدة ومرهقة يتمازج فيها المادي مع النفسي، كما تتطلب وقتًا طويلا وشخصية صلبه فالديون تسبب ضغطا ذهنيا لا يناسب قدرات الكل. عندما تضع خطتك المناسبة للتخلص من الديون فإن قوة الدافع، كاريزما والتركيز مهمان كي لا تقع ضحية لليأس. لهذة الأسباب أنصحك بشدة بتدوين ملاحظاتك مع الاحتفاظ بجدول بيانات أو مخطط مرئي بتفاصيل دقيقة لديونك مع جدول زمني لمراقبة الإنجازات. تذكر! لا عودة للحياة الطبيعية حتى تسديد كل الديون و لا رفاهية إلا بعد تنمية الثروة وتنويع الأصول. هذا الإلتزام سيجنبك الإنفاق الزائد غير العقلاني ،والذي سيقودك في الغالب للوقوع في فخ الديون مجددا.

10. مكافئة النفس عند تسديد كل دين

ممارسة التقشف و تغيير نمط الحياة لا بد أن يعكر مزاجك في بادئ الأمر، لكن لابد من القيام بالتضحيات في سبيل بلوغ الأهداف المنشودة. لا ينبغي لك الإستسلام لحالة الطوارئ التي ستعيشها خلال محاولتك توفير المال لسداد الديون أو الإرهاق النفسي الذي يصاحبها، لذلك لا بد من أخد أوقات مستقطعة للإستمتاع بالحياة. مثلا عند الإنتهاء من تسديد دين مدرج في القائمة، لا ضير في الإحتفال بشراء إحدى الكماليات أو الإستمتاع بعشاء عائلي في مطعم ما. هذه الأوقات المستقطعة ستأمن لك تجديد الطاقة والإسترخاء اللازم للإستمرار في نمط حياتك الجديد بمثابرة.

الخلاصة

من المهم أن تتذكر أن الوقوع في فخ الديون لا يتعلق بحجم الأموال التي تجبينها أو حجم الأصول التي تتملكها، فالديون غالبا ما تلازم متوسطي الدخل والأغنياء أكثر من الفقراء. يمكن للأشخاص ذوي الدخل المرتفع أن يظلوا غارقين في الديون طوال حياتهم، فهم أكثر إقبالا عليها لوقوعهم في فخ الإستهلاك المفرط الذي تروج له الحكومات والمؤسسات البنكية. أغلب ذوي الدخل المنخفض يعيشون بهناء بعيدا عن الديون وشرها، وذلك لأنهم طبقة مسحوقة ولا تمتلك ضمانات كي تحجزها البنوك. شاركنا تجربتك مع الديون والطرق التي اتبعتها في معالجة المشكلة، كما أننا منفتحون على التفاعل معكم في قسم التعليقات.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

6 التعليقات

  1. عبد الله

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

    مرحبا يأخي عصام مغامر و الله يعني

    مقالك من أجمل ما قرأت و في

    الحقيقة أعجبتني طريقتك المبسّطة

    في إيصال الفكرة تجد كثيرا من

    الناس يأخي عصام لهم طريقة

    صعبة في إيصال الفكرة للغير فجزاك

    الله خيرًا وسأعمل بطريقتك إن شاء

    الله و الله الموفق .

    الرد
  2. احمد علي طيب

    اسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي الكريم بسم الله ماشاء الله

    المقال وصفني بشكل دقيق هذي حالتي مع الديون و الحمد لله على كل حال
    بارك الله فيكم ومأجور بإذن الله
    لو تكرمت هل توجد وسيلة تواصل مباشرة مع حضرتك اسعدك الله في الدارين

    الرد
    • عصام المغامر

      نحن سعداء بتقييمك الايجابي للنصائج التي نقدمها، كما يمكنك التواصل معنا عبر الايميل الرسمي للموقع أو على صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي.

      الرد
  3. فوزي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    من فضلك
    هل ممكن نتواصل مع مستشار مالي لديكم
    وهل هناك روابط ٥ي نفس الموضوع
    وجزاكم الله خيرا

    الرد
    • عصام المغامر

      فريق مدونة مغامر يقدم النصائج فقط على شكل مقالات احترافية، لكن لا نقدم خدمات الاستشارة المالية ولا نستطيع مساعدتك في هذا الموضوع.

      الرد
  4. محمد موسى

    محتوى محترم و هام جدا الرجاء المداومة

    الرد

إرسال تعليق