المحرك الرئيسي للنجاح في تدبير المحفظة الإستثمارية هو تقييم الإستثمارات بطريقة علمية مضبوطة توازن بين العائد المتوقع والمخاطر، فالمستثمر الخائف لا ينجح في الغالب لكن المتهور فشله مضمون بكل تأكيد.
أهم المخاطر التي تهدد المحفظة الإستثمارية وطريقة تجنبها
مقالنا اليوم سيتطرق لأبرز مخاطر المحفظة الإستثمارية التي يجب أن تنتبه لها كمستثمر لمساعدتك على إدارة إستثماراتك بكفاءة والخروج بأقل الخسائر.
1. السيولة
تشير مخاطر السيولة المرتبطة بالمحفظة الإستثمارية إلى مخاطر فقدان القيمة، و التي غالبا ما تنبع من عدم وجود إمكانية لإعادة تسويق الإستثمار بسرعة لمنع أو تقليل الخسائر. هذا العامل يبرز بوضوح وقت الأزمات حيت تتحرك الأسعار بطريقة غير إعتيادية وتحدث فوارق كبيرة بين أسعار العرض والطلب. مثلا دفعت حالة الهلع التي عرفها العالم بعد أحداث 11 سبتمبر والأزمة المالية لعام 2008 الكثير من المستثمرين لبيع ممتلكاتهم بأي سعر، مما أدى إلى زيادة السيولة في السوق والتي يرافقها دوما إرتفاع مؤشر التضخم الذي سنناقشه في الخطوة الموالية. أريد أن أذكرك أن ركوب الموجة يعد من أكثر الأخطاء المرتكبة عند الإستثمار في الأسهم، لذلك يجب دراسة كل سهم بعناية و التعامل بمرونة مع التحركات المفاجئة فحيتان السوق من يتحكم في مسار السهم.
2. التضخم
المعروف أن التضخم يلتهم القوة الشرائية للنقود مع مرور الوقت لذلك إمتلاك إستثمارات في الودائع، السندات أو أسهم في شركات الترفيه، وبالتزامن مع فترة يعاني فيها العالم من التضخم المرتفع سيسبب لك الخسارة بكل تأكيد، خصوصا لو كانت الإستثمارات بالعملة المحلية على عكس العملات القوية( الدولار، الأورو و الجنيه الإسترليني). توفر بعض الأسهم كشركات المواد الأساسية مثل الغذاء أو الدواء مناعة ضد التضخم، فهذا النوع من الشركات يقوم بزيادة أسعار منتجاته دون أن تتأثر مبيعاته على عكس شركات الخدمات والترفيه. العقار خيار مناسب أيضا فقيمته تزداد مع مرور الوقت كما يحق لك كمؤجر زيادة قيمة الإيجار سنويا تبعا لمعدل التضخم المسجل. يمكنك الإطلاع أكثر على وضعية سوق العقار المختلفة في مقالنا حول قواعد النجاج في الاستثمار العقاري، والذي تطرقنا فيه لعدة نقاط مهمة ستجنبك أخطاء المبتدئين.
3. سعر الصرف
تتأثر قيمة الإستثمارات بتقلب أسعار الصرف العالمية، لذلك يجب على المستثمرين تقدير تأثير سوق الصرف الأجنبي على الأصول التي يمتلكونها. هذه النقطة جد مهمة إذا كنت تستثمر في بلدك بالعملة المحلية أو في أحد الأسواق الناشئة، لأن طبيعة هذه الأسواق هشة كما أنها مثقلة بالديون مما يجعلها تتأثر بسرعة بارتفاع معدلات التضخم وتقلب أسعار الصرف عالميا. درجة المخاطر تختلف حسب نوع المحفظة الإستثمارية ودرجة خبرتك لذلك يجب أن تكون مرنا عند وضع خططك.
4. الائتمان (التخلف عن السداد)
هذا النوع يسمى أيضا مخاطر السيادة ويخص أكثر المستثمرين في السندات الحكومية, إذ يزداد معدل الخطر بتخلف الحكومة عن الوفاء بإلتزاماتها المالية المتمثلة في القروض والفوائد أو تغييرها لإتفاقيات القروض الخاصة بها. العديد من البلدان تخلفت عن سداد ديونها المتراكمة مثل الأرجنتين و المكسيك في السبعينات و آخرها اليونان سنة 2005، هذا التأخر كلف المستثمرين خسارة هائلة دون إمكانية الحصول على تعويضات مرضية فالأطراف الأخرى جهات سيادية. لتفادي الوقوع في الفخ يمكنك الإطلاع على تصنيفات ( Standard & Poor’s (S&P أو Moody التي تقوم بتقييم جودة ديون كل الدول، مما يمنح المستمثرين وعيا بحجم المخاطر السيادية المتوقعة ونسبة وقوع الدولة المعنية في تعثر مالي.
5. الأفق الزمني القصير
أفق الإستثمار Investment Horizon هو المدة الزمنية التي يقرر فيها المستثمر الإحتفاظ بالمحفظة الإستثمارية قبل التصرف بها لتحقيق أهداف معينة. الخبراء يوصون بالإستثمار طويل الأجل فهو أكثر أمانا وربحية، لكن قد تتعرض لظروف تضطرك للتعامل بأفق قصير مع إستثماراتك ببيعها في وقت غير مناسب وبالخسارة. في بعض الأحيان يمكن أن تجد نفسك مجبرا على بيع أحد إستثماراتك للتعامل مع تعثر أخرى أو المعاناة من نقص السيولة.
الخلاصة
كقاعدة عامة النجاح في الحياة يتطلب المجازفة وهو ما لا يعد إستثناءا عند إدارة المحفظة الإستثمارية فالمخاطر المرافقة للإستثمار تتخد أشكالا عدة ولا سبيل لك لوقفها لكن يمكنك فقط إدارتها للوصول إلى بر الأمان. كل ما عليك هو تخصيص الوقت الكافي لدراسة وتقييم أي خطوة إستثمارية كما يمكنك التواصل مع خبير مالي للمساعدة فكل دقيقة تقضيها في الدراسة تقلل حجم المخاطر.
0 تعليق