أهم 5 مخاطر تهدد نمو المحفظة الإستثمارية (شرح عملي مع الحلول)

بواسطة | Last updated Dec 15, 2023

المحرك الرئيسي للنجاح في تدبير المحفظة الإستثمارية هو تقييم الإستثمارات بطريقة علمية مضبوطة، والتي تضمن ضبط التوازن بين العوائد المتوقعة ودرجة المخاطر. المؤكد كذلك أن المستثمر الخائف لا ينجح في الغالب، لكن المتهور فشله مضمون بكل تأكيد ولك كامل الحرية في اختيار الجانب الذي يناسبك. دليلنا اليوم سنخصصه لمناقشة أبرز المخاطر التي تواجه استقرا أو نمو المحافظ الاستثمارية، كما سنتطرق لأبرز الحلول التي يلجأ لها محترفو الاستثمار لتعزيز المكاسب وكبح الخسائر في أدنى حد ممكن.

 أهم المخاطر التي تهدد نمو المحفظة الإستثمارية (شرح عملي مع الحلول)

قام فريقنا من الخبراء بشرح أهم المخاطر التي تهدد نمو المحفظة الإستثمارية مع الحلول، وذلك لمساعدتك على إدارة إستثماراتك بكفاءة والخروج بأقل الخسائر الممكنة.

1. السيولة

تشير مخاطر السيولة المرتبطة بالمحفظة الإستثمارية إلى فقدان القيمة، و التي غالبا ما تنبع من عدم وجود إمكانية لإعادة تسويق الإستثمار بسرعة لمنع أو تقليل الخسائر. هذا العامل يبرز بوضوح وقت الأزمات حيت تتحرك الأسعار بطريقة غير إعتيادية، والذي ينتج عنها فوارق كبيرة بين أسعار العرض والطلب. مثلا دفعت حالة الهلع التي عرفها العالم بعد أحداث 11 سبتمبر والأزمة المالية لعام 2008 الكثير من المستثمرين لبيع ممتلكاتهم بأي سعر،وهو ما تسبب بزيادة السيولة في السوق بنسب كبيرة والتي يرافقها دوما إرتفاع مؤشر التضخم الذي سنناقشه في الخطوة الموالية. أريد أن أذكرك أن ركوب الموجة يعد من أكثر الأخطاء المرتكبة عند الإستثمار في الأسهم، لذلك يجب دراسة كل سهم بعناية والتعامل بمرونة مع التحركات المفاجئة لأن حيتان السوق ما غالبا تتحكم في المؤشرات ومسار السهم.

2. التضخم 

المعروف أن التضخم يلتهم القوة الشرائية للنقود مع مرور الوقت، لذلك من المؤكد تحقيق خسائر في حالة إمتلاك إستثمارات في الودائع، السندات أو أسهم في شركات الترفيه بالتزامن مع فترة يعاني فيها العالم من التضخم المرتفع. الخسائر ستتضاعف لو كانت الإستثمارات بالعملة المحلية، وذلك على عكس العملات القوية مثل الدولار، الأورو و الجنيه الإسترليني التي تعرف طلبا كبيرا وقت الأزمات. أيضا توفر بعض الأسهم كشركات المواد الأساسية مثل الغذاء أو الدواء مناعة ضد التضخم، فهذا النوع من الشركات يقوم بزيادة أسعار منتجاته دون أن تتأثر مبيعاته على عكس شركات الخدمات والترفيه. العقار كذلك خيار مناسب لأن قيمته تزداد مع مرور الوقت، كما يحق لك كمؤجر زيادة قيمة الإيجار سنويا تبعا لمعدل التضخم المسجل على أساس سنوي. يمكنك الإطلاع أكثر على أسرار سوق العقار المختلفة في مقالنا حول قواعد النجاج في الاستثمار العقاري، والذي تطرقنا فيه لعدة نقاط مهمة ستضمن لك تجنب الأخطاء القاتلة للمبتدئين في المجال.

3. سعر الصرف 

تتأثر قيمة الإستثمارات بتقلب أسعار الصرف العالمية، لذلك يجب على المستثمرين تقدير تأثير سوق الصرف الأجنبي على الأصول التي يمتلكونها بشكل تقريبي يلامس القيمة الفعلية. هذه النقطة جد مهمة إذا كنت تستثمر في بلدك بالعملة المحلية أو في أحد الأسواق الناشئة، لأن طبيعة هذه الأسواق هشة كما أنها مثقلة بالديون مما يجعلها تتأثر بسرعة بارتفاع معدلات التضخم وتقلب أسعار الصرف عالميا. درجة المخاطر تختلف حسب نوع المحفظة الإستثمارية ودرجة خبرتك، لذلك الخبراء يوصون دائما بالمرونة عند وضع الخطط الاستثمارية. بالمناسبة ندعوك لمطالعة هذا الدليل حول أفضل شركات تداول الفوركس، والذي سيساعد على اختيار الوسيط المناسب للاستثمار في سوق العملات الأجنبية وتحقيق أرباح جيدة من التقلبات السعرية للعملات الرئيسية في التجارة الدولية.

4. الائتمان (التخلف عن السداد)

هذا النوع يسمى أيضا مخاطر السيادة ويخص أكثر المستثمرين في السندات الحكومية, إذ يزداد معدل الخطر بتخلف الحكومة عن الوفاء بإلتزاماتها المالية المتمثلة في القروض والفوائد أو تغييرها لإتفاقيات القروض الخاصة بها. يذكر أن العديد من البلدان تخلفت عن سداد ديونها المتراكمة في الماضي، ونخص على سبيل المثال الأرجنتين و المكسيك خلال السبعينات ومؤخرا اليونان سنة 2005. مخاطر الائتمان عادة تكلف المستثمرين خسائر هائلة، والأخطر عدم وجود امكانية للحصول على تعويضات مرضية مثل إعادة جدولة القروض لأن الأطراف المدينة جهات سيادية. لتفادي الوقوع في الفخ يمكنك الإطلاع على تصنيفات ( Standard & Poor’s (S&P أو Moody التي تقوم بتقييم جودة ديون كل الدول، وهو ما يمنح المستمثرين نظرة واقعية عن حجم المخاطر السيادية المتوقعة ونسبة وقوع الدول المستهدفة في تعثر مالي.

مخاطر المحفظة الإستثمارية

5. الأفق الزمني القصير

أفق الإستثمار الذي يسمى بالانجليزي Investment Horizon هو المدة الزمنية التي يقرر فيها المستثمر الإحتفاظ بالمحفظة الإستثمارية قبل التصرف بها لتحقيق أهداف معينة. الخبراء يوصون بالإستثمار طويل الأجل فهو أكثر أمانا وربحية، لكن قد تتعرض لظروف تضطرك للتعامل بأفق قصير مع إستثماراتك ببيعها في وقت غير مناسب وبالخسارة بعض الأحيان. مثلا يمكن أن تجد نفسك مجبرا على بيع أحد إستثماراتك للتعامل مع تعثر أخرى أو المعاناة من نقص السيولة، وهذا جزء من قواعد اللعبة لدى المستثمرين كما هو متعارف.

الخلاصة

كقاعدة عامة النجاح في الحياة يتطلب المجازفة، وهو ما لا يعد إستثناءا عند إدارة المحفظة الإستثمارية لأن المخاطر المرافقة تتخد أشكالا عدة ولا سبيل لك لوقفها. كل ما تستطيع القيام به هو تخصيص الوقت الكافي لدراسة السوق مع إجراء عمليات بحث معمقة، وهو ما سيعزز فرصك في إدارة المحفظة والوصول بها إلى بر الأمان. أيضا مكنك التواصل مع خبير مالي للمساعدة، فكل دقيقة تقضيها في الدراسة تقلل حجم المخاطر وتعزز حظوظك في حصد أرباح جيدة.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

0 تعليق

إرسال تعليق