كيف تكون مدير ناجح ومحبوب؟ 15 صفة ستميزك عن البقية

بواسطة | Last updated Oct 18, 2022

أغلب الموظفين يبذلون المستحيل من أجل الحصول على صفة مدير، لكن هل الأغلبية ستنجح في موقعها الجديد؟ بالتأكيد لا فكل ما تتخيله عن متطلبات الإدارة وامتيازاتها سيجعلك تصدم من الواقع فالمناصب الإدارية جد حساسة وبها مسؤوليات أكبر. هل حصلت لتوك على ترقية لمنصب مدير ولا تمتلك الخبرة الكافية في إدارة طواقم العمل والمشاريع؟ أنت في المكان المناسب، فمقالنا اليوم موجة لمساعدة المدراء الجدد على التكيف مع منصبهم الجديد وإدارة فريق العمل بكفاءة.

كيف تكون مدير ناجح ومحبوب؟ صفات ستميزك عن البقية

هل ترغب بأن تكون مدير ناجح ومحبوب لكنك تفتقر للخبرة؟ قام فريقنا بإعداد قائمة بأبرز صفات المدير القائد والتي ستسهل عليك إدارة فريق العمل بفعالية وأقل مجهود.

1. القيادة 

المدير الناجح ليس  كما تصوره الدراما ذلك الأنيق الذي يقضي جل وقته في مكتب فخم مع سكرتيرة جميلة ويقتصر دوره فقط على إمضاء الأوراق الروتينية، بل على العكس هو القائد الذي يكون حاضرا في كل تفاصيل عملية الإنتاج ويتحمل على عاتقه كل المسئولية. مثلا إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا يقضى أكثر من 14 ساعة يوميا داخل الشركة ويسهر بشكل شخصي على تفقد مرافقها، كما لا يتوانى عن مشاركة العمال كل لحظات النجاح أو الفشل. المدير القائد هو الذي يمتلك شخصية كاريزما وقوة حضور طاغية تجعله مصدرا للإلهام، إذ لا يقتصر دوره فقط على إصدار الأوامر بل يبقى قريبا من العمال للسهر على تحفيزهم. لن تكون مديرا ناجحا دون القدرة على ضبط الإيقاع داخل الشركة عن طريق فرض هيبتك والتواجد في مقدمة فريق العمل، فكلما كنت قريبا لهم إلا وتفاعلوا مع التعليمات بشكل جيد.

2. الوضوح والمصداقية

الإدارة قديما كانت تتسم أكثر بالسلطوية ومشاركة القليل مما أمكن من المعلومات مع الموظفين، لكن الآن تغيرت القواعد فالمدير مطالب بمشاركة تفاصيل أكثر مع فريق العمل. الوضوح هو السبيل لتحقيق نتائج إيجابية فغياب أهداف واقعية وعدم تحديد مسار الشركة المستقبلي ينعكس بالسلب على الموظفين، إذ يؤدي إلى زيادة التوتر وضعف الإنتاجية. المدير يجب ألا يتسم مشروعه بالغموض أو يطلب إنجاز مهام دون تحديد الأهداف وتوزيع الأدوار بشكل واضح، وإلا عاشت الشركة جوا من الفوضى بسبب عدم تحمل المسئوليات فالكل سيحاول التهرب من العمل والإتكال على الآخرين.

3. التواصل السليم

التواصل السليم هو مفتاحك السحري كي تكون مديرا محبوبا فهو يساعدك على ضبط المهام وتوجيه الملاحظات دون حمولة شخصية، فحتى لو وبخت أو عاتبت الموظفين على تقصيرهم بأسلوب سلس فالأغلبية ستتقبل ملاحظاتك بعفوية. المدير يجب أن يكون حذرا في تواصله مع فريق العمل بأن يعير إنتباهه لأي عبارة يستعملها سواء أثناء التواصل المباشر أو عبر البريد الإلكتروني، فدوره الحرص على تقديم التعليمات والملاحظات في جو صحي. أيضا يفضل أن تنهج سياسة الأبواب المفتوحة لسماع الشكايات والإقتراحات فهذا يبقيك أكثر قربا من الجو العام للشركة مما ينعكس بالإيجاب على المردودية.

4. الإنصات الفعال

 غالبا ما يتم التغاضي عن الدور الفعال الذي يلعبه الإنصات الجيد لإقتراحات الفريق في إدارة المشروع بفعالية، فالإنصات لا يقتصر فقط على الإستماع بل الفهم الكامل لما يعبر عنه الطرف الآخر. تجنب وجود عوامل تشتت الإنتباه أثناء الإجتماعات كما لا تتردد في طلب توضيحات أعمق أو طرح أسئلة لللحصول على معلومات أكثر، هكذا سيحس الموظف أن ملاحظاته تأخد على محمل الجد ولها صدى لدى الإدارة. أيضا لو كنت تدير شركة متوسطة الحجم من الأفضل أن تستثمر في خلية التواصل لتلقي الإقتراحات والتواصل الجيد مع العمال بطريقة دورية ومنتظمة.

5. الحس الإبداعي 

المدير الجيد هو المنفتح على كل الإقتراحات مع ترك المجال مفتوح أما فريق العمل لتقديم أفكار إبداعية، فهو يعلم أن دوره ليس فقط الحرص على توفير بيئة صحية داخل مقر العمل بل تحفيز الأفراد لتقديم أقصى ما لديهم لخدمة أهداف الشركة. الحرية وقود الإبداع لذلك على المدراء تجنب حصر الحلول الممكنة في زوايا ضيقة بل المراهنة على التفكير الإبداعي لطاقم العمل، فالثقة في قدرات الموظفين بالضرورة ستنتج حلولا مبتكرة وجديدة تخدم مصالح الكل. المدير المبدع يفكر خارج الصندوق عند تعاطيه مع المشكلات التي تواجه الشركة كما يعمل على غرس نفس الثقافة في طاقم العمل، فالجو المليئ بالإبداع غالبا ما يكون صحيا ومحفزا على الإنتاج.

6. إمتلاك الرؤية

الكائن البشري مبرمج على حب الوضوح والأمان وبالتالي عدم الإستعداد للعمل في بيئة غير منظمة ومجهولة المصير، لذلك علي المدير الناجح أن يقوم بالتخطيط الجيد، حصر المهام، ثم وضع الجدول الزمني مع تحديد الأولويات. يجب الحرص دائما على وضع برنامج طموح يستند على أهداف واقعية تناسب حجم الشركة وتوزيع الأدوار بشكل يناسب قدرات كل فرد، مما يؤدي إلى رفع المردودية وصقل المهارات. عندما يكون الموظف قادرا على استيعاب رؤية المدير بشكل جيد فإنه يكون أكثر استعدادا للإنخراط بفعالية في برنامج الشركة والحرص على تحقيق الأهداف المسطرة في أفقها الزمني. 

7. الإيمان بفريق العمل

إيمانك بفريق العمل هو أهم خطوة لتعزيز الإنتاج فدورك ليس فقط التوجيه وتقديم النصائح بل المساعدة على رؤية تحديات الشركة بشكل ممتع. يجب أن تحرص على شحن الموظف بالثقة كي يتحمل المسئولية بأسلوب شخصي أكثر، فكلما أحس بأن له قيمة إلا وضحى أكثر من أجل تحقيق الأهداف. الإيمان بالأفراد يدفعهم إلى التعامل مع الواجبات المهنية على أنها تحديات شخصية أكثر من كونها عملا روتينيا مقابل أجرة. الأفراد يتركون المديرين وليس الأعمال لذا من الضروري منع تسرب الإحباط إلى فريق العمل بأي ثمن، لذلك إحرص على تقديم الدعم المعنوي المناسب وبناء جسور الثقة.

عادات المدير الناجج

8. الحزم في إتخاد القرارات

اليد التي ترتعش لا تصفق لذلك يجب أن يتصف المدير بالحزم الشديد، فمهما بدا تشاركيا يجب أن يحتفظ باليد العليا في إتخاد القرارات وفض الصراعات بأفضل طريقة ممكنة. ظهور النزاعات داخل الشركة هو مؤشر صحي على سير الشركة في الطريق الصحيح ووجود منافسة قد تكون غير شريفة بعض الأحيان، وهنا يقتصر دور المدير على منع تفاقم حدة الصراع وحصره داخل أسوار الشركة. القرارات النهائية يجب أن تكون حاسمة وقطعية دون أي مقاومة خصوصا ما يتعلق بالجانب الإداري وتوزيع الأدوار، لكن تبقى المتعلقة بعملية الإنتاج قابلة للمراجعة على حسب النتائج.

9. الذكاء العاطفي 

المدير الذي يتمتع بالذكاء العاطفي يتميز بردة فعل سريعة وأكثر عقلانية، فهو يتمتع بشخصية ذات حدس غير طبيعي قادرة على قراءة مشاعر الآخرين والتحكم في الإنفعالات. هذا الذكاء في التعامل يساعد على إطالة أمد العلاقات المهنية ومنع تفاقم الصراعات داخل مقر العمل، فالمدير يحرص على إرضاء الخواطر وإتخاد مسافة شخصية من كل أعضاء الفريق. الذكاء العاطفي يمكنك من إدارة كل فريق العمل بسلاسة والتنسيق بين أفراده، فمهما دخل أفراد فريق العمل في صراعات إلا أنك تبقى المرجع، فالكل يثق في قراراتك ويحترمها.

10. التفاؤل

أنت تشتغل في بيئة تتسم بالتنافسية الشرسة لذا من الطبيعي أن تحقق نتائج غير إيجابية أو تتأخر في تسليم بعض المشاريع فهذا من قواعد اللعبة، لكن ردة الفعل تجاه الخسارة هي التي تحدد الفارق بين المدير الناجح والفاشل. الأخير سيحس بأنه في سفينة ستغرق لذا سيسارع لتقديم الإستقالة بسرعة بحثا عن طوق نجاة، لكن المدير الناجح لا يستسلم للنتائج السلبية بل يعتبرها تحديا شخصيا يستحق التضحية. يجب أن تكون متفاؤلا فلا يعقل أن تنتظر من الموظفين بذل أقصى جهد بينما بنفسك لا تؤمن بمشروع الشركة وقدرتها على تحقيق الأهداف المسطرة.

11. المرونة

التخطيط الإستراتيجي يتطلب دائما التوفر على خطط بديلة جاهزة فهذا يجعل المشروع قادرا على تحمل الصدمات ويؤمن الإستمرارية، لكن توفير بيئة عمل مرنة يضمن الإستمرارية وأقصى مردودية ممكنة معا. دور المدير المثالي ينحصر في تسطير الأهداف والأفق الزمني مع ترك المجال مفتوحا أمام فريق العمل لوضع جدول الدوام على حسب رغباته، فالشركات التي توفر جدول عمل أكثر مرونة أصبحث أكثر جاذبية للموظفين المبدعين والمحترفين. 

12. القدرة على التأثير

يشترك كل العظماء في صفة واحدة ألا وهي القدرة على التأثير في الآخرين وتوجيهم. المدير يجب أن يحرص على إرشاد وتقديم النصح للعمال في كل جوانب الحياة، ولا يجب أن يترك أي فرصة لقاء معهم تمر دون توجيه الخطاب بأسلوب أخوي مليئ بالمشاعر والتحفيز. الموظف بطبعه يميل أكثر لطاعة المدير الملهم فهو قدوته أكثر من كونه مديرا، لذلك لا تتردد في نشر قصتك الشخصية معهم خصوصا لو كنت شخصا عصاميا بنى مجده من الصفر. 

13. العطف

عادة ما يظهر المدير الناجح للعموم على أنه الأكثر حزما وهيبة بجانب سلطوي أكثر، لكن الواقع يخبرنا أن المدير المحبوب أكثر ميلا للإستماع إلى العمال والتعاطف مع إحتياجاتهم داخل وخارج المكتب. مثلا غالبا ما يتزامن تطور أداء الشركة وتسطير أهداف أكبر مع تعرض العمال للإرهاق والإستنزاف الذهني الذي يؤدي بالبعض إلى الرغبة في ترك الوظيفة، في هذه الحالة إذا لم يكن المدير قريبا يستمع لنبض العمال ففي الغالب سيفقد أبرع اليد العاملة المتوفرة لديه، الشيء الذي يعرض الشركة للإنهيار فيما بعد. أيضا من الجيد أن تكافئ العمال المجدين بهدايا مثل رحلات أسفار مدفوعة التكاليف، إجازات إضافية أو مدفوعات مالية فالعامل عندما يحس بالتقدير وتعاطف الشركة مع خدماتة سيقدم أكثر.

14. التعلم بإستمرار

أغلبية المدراء بمجرد جلوسهم على كرسي الإدارة يصيبهم الغرور ويتوقف تطورهم الشخصي، فالإدارة منطقة راحة للفاشلين ومرحلة تحديات كبرى للطموحين لذا الإختيار يعود لك. الصناعات وفنون الإدارة تتطور بإستمرار، فالمدير مهما بلغت سنوات خبرته يجب أن يبقى منفتحا على الأفكار الجديدة من أجل مواكبة العصر وتعزيز مساره المهني. يجب أن تحارب للخروج من منطقة الراحة والأمان فهي ستدمر مستقبلك المهني إذ تتوقف عن التحصيل وتعلم مهارات جديدة.

15. الشغف

النجاح في مسارك المهني والشغف مرتبطان فلا يمكنك تحقيق أي نجاح أو تنزيل رؤيتك للمشروع على أرض الواقع دون وجود علاقة حب عميقة تربطك بالعمل. الشغف يزودك بالحماس اللازم للإستمرار ويشجعك على تقديم التضحيات للنجاح في المشروع، فأغلب المدراء يفتقرون لحب المهنة إذ يتعاملون مع المنصب كتحصيل حاصل دون دافع حقيقي للتطوير، بل تتحول الإدارة إلى فرصة للراحة لا غير مقابل أجر جيد بأقل مجهود. إفتقار المدير للشغف يؤثر بشكل سلبي في نفسية العمال إذ يشجع على التهاون وبالتالي تحقيق أقل عائد ممكن للشركة، فلا يمكن أن تتنظر من العامل البسيط الذي يعاني ضغط العمل وقلة الراتب أن يقدم تضحيات بينما المدير غارق في الروتين ويفتقر للتحفيز.

الخلاصة:

لا توجد وصفة جاهزة أو سحرية للتحول إلى مدير ناجح بل الأمر يرتبط أكثر بالممارسة ومراكمة التجربة. تعلم فنون الإدارة يتطلب كورسات وقضاء ساعات طويلة في مطالعة الكتب. أتمنى أن تكون مقالتي المختصرة مفيدة ومساعدة لك على إستيعاب صفات المدير الناجح، والإلمام بما يتطلبه الأمر من تضحيات كما أنني منفتح على آرائكم في قسم التعليقات.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

0 تعليق

إرسال تعليق