كيف تكون مدير ناجح ومحبوب؟ 15 صفة ستميزك عن رؤساء الأقسام

بواسطة | Last updated Dec 19, 2023

أغلب الموظفين يبذلون المستحيل من أجل الحصول على صفة مدير، لكن هل الأغلبية ستنجح في موقعها الجديد؟. بالتأكيد لا فكل ما تتخيله عن متطلبات الإدارة وامتيازاتها سيجعلك تصدم من الواقع، فالمناصب الإدارية جد حساسة وبها مسؤوليات أكبر. هل حصلت لتوك على ترقية لمنصب مدير ولا تمتلك الخبرة الكافية في إدارة طواقم العمل والمشاريع؟ أنت في المكان المناسب، فمقالنا اليوم موجة لمساعدة المدراء الجدد على التكيف مع منصبهم الجديد وإدارة فريق العمل بكفاءة. أيضا سنستعرض أهم صفات المدير الناجح، والتي ستجعلك متقدما في مسعاك للترقي في الشركة مقارنة مع بقية رؤساء الأقسام المنافسين.

كيف تكون مدير ناجح ومحبوب؟ أبرز الصفات لتميزك عن البقية

هل ترغب بأن تكون مدير ناجح ومحبوب لكنك تفتقر للخبرة؟ قام فريقنا بإعداد قائمة بأبرز صفات المدير القائد والتي ستسهل عليك إدارة فريق العمل بفعالية وأقل مجهود.

1. القيادة 

المدير الناجح ليس كما تصوره الدراما! ذلك الأنيق الذي يقضي جل وقته في مكتب فخم مع سكرتيرة جميلة ويقتصر دوره فقط على إمضاء الأوراق الروتينية. الواقع معاكس تماما فالمدير هو ذلك القائد الذي يكون حاضرا في كل تفاصيل عملية الإنتاج ويتحمل على عاتقه كل المسئولية. مثلا إيلون ماسك مؤسس شركة تسلا يقضى أكثر من 14 ساعة يوميا داخل الشركة مع الشهر بشكل شخصي على تفقد مرافقها، كما لا يتوانى عن مشاركة العمال كل لحظات النجاح أو الفشل كلما سمحت الفرصة. المدير القائد هو الذي يمتلك شخصية كاريزما وقوة حضور طاغية تجعله مصدرا للإلهام، فدوره لا يقتصر فقط على إصدار الأوامر بل يبقى قريبا من العمال للسهر على تحفيزهم. أيضا لن تكون مديرا ناجحا دون القدرة على ضبط الإيقاع داخل الشركة عن طريق فرض هيبتك والتواجد في مقدمة فريق العمل، فكلما كنت قريبا للموظفين إلا وتفاعلوا بشكل جيد مع التعليمات.

2. الوضوح والمصداقية

الإدارة قديما كانت تتسم أكثر بالسلطوية ومشاركة القليل مما أمكن من المعلومات مع الموظفين، لكن الآن تغيرت القواعد فالمدير مطالب بمشاركة تفاصيل أكثر مع فريق العمل. الوضوح هو السبيل لتحقيق نتائج إيجابية فغياب أهداف واقعية وعدم تحديد مسار الشركة المستقبلي ينعكس بالسلب على الموظفين، فعدم الانخراط في خطة مشروع واضحة يسبب فقط زيادة التوتر وضعف الإنتاجية. المدير الناجح يجب ألا يتسم مشروعه بالغموض أو يتطلب إنجاز مهام دون تحديد الأهداف وتوزيع الأدوار بشكل واضح، وإلا عاشت الشركة جوا من الفوضى بسبب عدم تحمل المسئوليات لأن الكل سيحاول التهرب من العمل مع الاتكال على الآخرين.

3. التواصل السليم

التواصل السليم هو مفتاحك السحري كي تكون مديرا محبوبا فهو يساعدك على ضبط المهام وتوجيه الملاحظات دون حمولة شخصية، فحتى لو وبخت أو عاتبت الموظفين على تقصيرهم بأسلوب سلس فالأغلبية ستتقبل ملاحظاتك بعفوية. المدير يجب أن يكون حذرا في تواصله مع فريق العمل، وذلك بأن يعير إنتباهه لأي عبارة يستعملها سواء أثناء التواصل المباشر أو عبر البريد الإلكتروني. تذكر أن دور المدير الحرص على تقديم التعليمات والملاحظات في جو صحي، وهو ما يحسن ظروف العمل. أيضا يفضل أن تنهج سياسة الأبواب المفتوحة لسماع الشكايات والإقتراحات، فهذا يبقيك أكثر قربا من الجو العام للشركة ويحسن المردودية.

4. الإنصات الفعال

غالبا ما يتم التغاضي عن الدور الفعال الذي يلعبه الإنصات الجيد لإقتراحات الفريق في إدارة المشروع بفعالية، فالإنصات لا يقتصر فقط على الإستماع بل الفهم الكامل لما يعبر عنه الطرف الآخر. تجنب وجود عوامل تشتت الإنتباه أثناء الإجتماعات، كما لا تتردد في طلب توضيحات أعمق أو طرح أسئلة للحصول على معلومات أكثر. هكذا سيحس الموظف أن ملاحظاته تأخد على محمل الجد ولها صدى لدى الإدارة، وهو ما يعزز بيئة العمل التشاركية وروح الفريق بشكل كبير. أيضا لو كنت تدير شركة متوسطة الحجم فمن الأفضل أن تستثمر في خلية التواصل، وذلك لتلقي الإقتراحات والتواصل الجيد مع العمال بطريقة دورية ومنتظمة.

5. الحس الإبداعي 

المدير الناجح هو المنفتح على كل الإقتراحات مع ترك المجال مفتوحا أما فريق العمل لتقديم أفكار إبداعية، فهو يعلم أن دوره ليس فقط الحرص على توفير بيئة صحية داخل مقر العمل بل تحفيز الأفراد لتقديم أقصى ما لديهم لخدمة أهداف الشركة. الحرية وقود الإبداع لذلك على المدراء تجنب حصر الحلول الممكنة في زوايا ضيقة، بل على العكس المراهنة على التفكير الإبداعي لطاقم العمل. تذكر أن الثقة في قدرات الموظفين بالضرورة ستنتج حلولا مبتكرة وجديدة تخدم مصالح الكل. المدير المبدع يفكر خارج الصندوق عند تعاطيه مع المشكلات التي تواجه الشركة مع العمل على غرس نفس الثقافة في طاقم العمل، فالجو المليئ بالإبداع غالبا ما يكون صحيا ومحفزا على الإنتاج.

6. إمتلاك الرؤية

الكائن البشري مبرمج على حب الوضوح والأمان، وبالتالي عدم الإستعداد للعمل في بيئة غير منظمة ومجهولة المصير. المدير الناجح يلزمه العمل على التخطيط الجيد، حصر المهام، ثم وضع الجدول الزمني مع تحديد الأولويات. أيضا الحرص على وضع برنامج طموح يستند على أهداف واقعية تناسب حجم الشركة مع توزيع الأدوار بشكل يناسب قدرات كل فرد، وهو ما يؤدي إلى رفع المردودية وصقل المهارات. عندما يكون الموظف قادرا على استيعاب رؤية المدير بشكل جيد، فإنه يكون أكثر استعدادا للإنخراط بفعالية في برنامج الشركة والحرص على تحقيق الأهداف المسطرة في أفقها الزمني. 

7. الإيمان بفريق العمل

إيمانك بفريق العمل هو أهم خطوة لتعزيز الإنتاج فدورك ليس فقط التوجيه وتقديم النصائح بل المساعدة على رؤية تحديات الشركة بشكل ممتع. يجب أن تحرص على شحن الموظف بالثقة كي يتحمل المسئولية بأسلوب شخصي أكثر، فكلما أحس بأن له قيمة إلا وضحى أكثر من أجل تحقيق الأهداف. الإيمان بالأفراد يدفعهم إلى التعامل مع الواجبات المهنية على أنها تحديات شخصية أكثر من كونها عملا روتينيا مقابل أجرة. أيضا الأفراد يتركون المديرين وليس الأعمال لذا من الضروري منع تسرب الإحباط إلى فريق العمل بأي ثمن، وذلك عن طريق الحرص على تقديم الدعم المعنوي المناسب وبناء جسور الثقة.

عادات المدير الناجج

8. الحزم في إتخاد القرارات

اليد التي ترتعش لا تصفق لذلك يجب أن يتصف المدير بالحزم الشديد، فمهما بدا تشاركيا يجب أن يحتفظ باليد العليا في إتخاد القرارات وفض الصراعات بأفضل طريقة ممكنة. المتعارف عليه في علوم الإدارة أن ظهور النزاعات داخل الشركة هو مؤشر صحي على سير الشركة في الطريق الصحيح. أيضا من المتوقع ظهور منافسة قد تكون غير شريفة بعض الأحيان، وهنا يقتصر دور المدير على منع تفاقم حدة الصراع وحصره داخل أسوار الشركة. القرارات النهائية يجب أن تكون حاسمة وقطعية دون أي مقاومة خصوصا ما يتعلق بالجانب الإداري وتوزيع الأدوار، لكن تبقى المتعلقة بعملية الإنتاج قابلة للمراجعة على حسب النتائج.

9. الذكاء العاطفي 

المدير الذي يتمتع بالذكاء العاطفي يتميز بردة فعل سريعة وأكثر عقلانية، فهو يتمتع بشخصية ذات حدس غير طبيعي قادرة على قراءة مشاعر الآخرين والتحكم في الإنفعالات. هذا الذكاء في التعامل يساعد على إطالة أمد العلاقات المهنية ومنع تفاقم الصراعات داخل مقر العمل، فالمدير يحرص على إرضاء الخواطر وإتخاد مسافة شخصية من كل أعضاء الفريق. الذكاء العاطفي يمكنك من إدارة كل فريق العمل بسلاسة والتنسيق بين أفراده، فمهما دخل أفراد فريق العمل في صراعات إلا أنك تبقى المرجع، فالكل يثق في قراراتك ويحترمها.

10. التفاؤل

أنت تشتغل في بيئة تتسم بالتنافسية الشرسة لذا من الطبيعي أن تحقق نتائج غير إيجابية أو تتأخر في تسليم بعض المشاريع. هذا من قواعد اللعبة، لكن ردة الفعل تجاه الخسارة هي التي تحدد الفارق بين المدير الناجح والفاشل. الأخير سيحس بأنه في سفينة ستغرق لذا سيسارع لتقديم الإستقالة بسرعة بحثا عن طوق نجاة، لكن المدير الناجح لا يستسلم للنتائج السلبية بل يعتبرها تحديا شخصيا يستحق التضحية. يجب أن تكون متفاؤلا فلا يعقل أن تنتظر من الموظفين بذل أقصى جهد بينما بنفسك لا تؤمن بمشروع الشركة وقدرتها على تحقيق الأهداف المسطرة.

11. المرونة

التخطيط الإستراتيجي يتطلب دائما التوفر على خطط بديلة جاهزة، فهذا يجعل المشروع قادرا على تحمل الصدمات ويؤمن الإستمرارية. أيضا توفير بيئة عمل مرنة يضمن الإستمرارية وأقصى مردودية ممكنة معا، وهو ما يمكنك لمسه نتائجه بشكل أسرع في حالة العمل مع فريق عمل شاب وطموح. دور المدير المثالي ينحصر في تسطير الأهداف والأفق الزمني مع ترك المجال مفتوحا أمام فريق العمل لوضع جدول الدوام على حسب رغباته، فالشركات التي توفر جدول عمل أكثر مرونة أصبحث أكثر جاذبية للموظفين المبدعين والمحترفين. 

12. القدرة على التأثير

يشترك كل العظماء في صفة واحدة ألا وهي القدرة على التأثير في الآخرين وتوجيهم. المدير يجب أن يحرص على إرشاد وتقديم النصح للعمال في كل جوانب الحياة، ولا يجب أن يترك أي فرصة لقاء معهم تمر دون توجيه الخطاب بأسلوب أخوي مليئ بالمشاعر والتحفيز. الموظف بطبعه يميل أكثر لطاعة المدير الملهم فهو قدوته أكثر من كونه مديرا، لذلك لا تتردد في نشر قصتك الشخصية معهم خصوصا لو كنت شخصا عصاميا بنى مجده من الصفر. 

13. العطف

عادة ما يظهر المدير الناجح للعموم على أنه الأكثر حزما وهيبة بجانب سلطوي أكثر، لكن الواقع يخبرنا أن المدير المحبوب أكثر ميلا للإستماع إلى العمال والتعاطف مع إحتياجاتهم داخل وخارج المكتب. مثلا غالبا ما يتزامن تطور أداء الشركة وتسطير أهداف أكبر مع تعرض العمال للإرهاق والإستنزاف الذهني الذي يؤذي بالبعض إلى الرغبة في ترك الوظيفة. في هذه الحالة إذا لم يكن المدير قريبا يستمع لنبض العمال، ففي الغالب سيفقد أبرع اليد العاملة المتوفرة لديه وهو ما سيتسبب بانهيار الشركة فيما بعد. أيضا من الجيد أن تكافئ العمال المجدين بهدايا مثل رحلات أسفار مدفوعة التكاليف، إجازات إضافية أو مدفوعات مالية، فالعامل عندما يحس بالتقدير وتعاطف الشركة مع خدماتة سيقدم أكثر.

14. التعلم بإستمرار

أغلبية المدراء بمجرد جلوسهم على كرسي الإدارة يصيبهم الغرور ويتوقف تطورهم الشخصي، فالإدارة منطقة راحة للفاشلين ومرحلة تحديات كبرى للطموحين لذا الإختيار يعود لك. الصناعات وفنون الإدارة تتطور بإستمرار، فالمدير مهما بلغت سنوات خبرته يجب أن يبقى منفتحا على الأفكار الجديدة من أجل مواكبة العصر وتعزيز مساره المهني. يجب أن تحارب للخروج من منطقة الراحة والأمان، فمن المتوقع أن تدمر مستقبلك المهني إذ توقفت عن التحصيل وتعلم مهارات جديدة.

15. الشغف

النجاح في مسارك المهني والشغف مرتبطان، فلا يمكنك تحقيق أي نجاح أو تنزيل رؤيتك للمشروع على أرض الواقع دون وجود علاقة حب عميقة تربطك بالعمل. الشغف من أهم صفات المدير الناجح لأنه سيزودك بالحماس اللازم للإستمرار ويشجعك على تقديم التضحيات للنجاح في المشروع، فأغلب المدراء يفتقرون لحب المهنة إذ يتعاملون مع المنصب كتحصيل حاصل دون دافع حقيقي للتطوير. الأخطر أن البعض يعتبر وظيفة المدير فرصة للراحة مقابل أجر جيد بأقل مجهود، وهذا التفكير خاطئ حسب كل نظريات فن التسيير والادارة. إفتقار المدير للشغف يؤثر بشكل سلبي في نفسية العمال إذ يشجع على التهاون، وبالتالي تحقيق أقل عائد ممكن للشركة. لا يمكن أن تتنظر من العامل البسيط الذي يعاني ضغط العمل وقلة الراتب أن يقدم تضحيات، بينما المدير غارق في الروتين ويفتقر للتحفيز.

الخلاصة:

لا توجد وصفة جاهزة أو سحرية للتحول إلى مدير ناجح، بل الأمر يرتبط أكثر بالممارسة ومراكمة التجربة. أيضا تعلم فنون الإدارة يتطلب كورسات وقضاء ساعات طويلة في مطالعة الكتب، وبالتالي تطور شخصيتك كمدير لا يختلف عن باقي المهارات التي تعلمها لك الحياة وكثرة التجارب. أتمنى أن تكون مقالتي المختصرة مفيدة ومساعدة لك على إستيعاب صفات المدير الناجح، وكذلك فرصة للإلمام بما يتطلبه الأمر من تضحيات، أخيرا ندعوك لمطالعة باق يالمقالات على المدونة، كما أنني منفتح على للرد على تساؤلاتكم أو آرائكم في قسم التعليقات.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

0 تعليق

إرسال تعليق