أغلب الآباء حاليا يميلون إلى تعليم الأبناء اللغات الأجنبية منذ نعومة الأظافر، فكلما اكتسب الطفل المعارف اللغوية منذ الصغر ازدادت حظوظه بإتقان اللغة بشكل جيد. هذا الإتجاه السائد نابع من الاعتقاد أن إتقان الطفل اللغة المتداولة مثل الإنجليزية سيجعله أكثر اندماجا في نظام العولمة الذي يسود حاليا، كما سيضمن له الاستفادة من البرامج التعليمية المتوفرة أونلاين. شخصيا أتفق مع هذا الطرح فمن لا يتقن الإنجليزية يعتبر أميا بمقاييس العصر، وقد لا يكتشف الأمر حتى يسافر لأول مرة خارج البلاد أو يصل للجامعة. تعليم اللغة الانجليزية للأطفال يختلف عن الكبار، فالجانب السيكولوجي والنفسي مهم أكثر عند التعامل مع سغار السن وهو الذي سنتطرق له بعناية في بعض تفاصيل المقال.

أفضل الخطوات لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال من الصفر وبسهولة

قام فريقنا بشرح أفضل الخطوات العملية لتعليم اللغة الإنجليزية للأطفال من الصفر والتي ستساعدهم على تعزيز الثقة بالنفس مع تنمية مهارات التواصل بسهولة وفي أسرع وقت.

1. اللعب باللغة الإنجليزية 

المتعارف عليه أن الطفل يتعلم كل شيء عن طريق اللعب دون أي تدخل من الكبار، ففي تلك المرحلة يبدأ باكتشاف الحياة من حوله عن طريق ارتكاب الأخطاء وتجربة كل شيء جديد. كل ما عليك القيام به هو استغلال فضول الطفل عن طريق دمج اللغة الإنجليزية في محيطه بداية من برامج التلفاز إلى الألعاب الناطقة بالإنجليزي، فالمهم في هذه المرحلة هو تأمين قدرته على تمييز مخارج الصوت و معاني بعض الكلمات. مثلا دور الرعاية والتعليم الأولي في المدارس الخاصة المحترمة تقوم بتنظيم حصص الألعاب باللغة الإنجليزية، وذلك حتى يعتاد الطفل عليها إلى جانب اللغة الأم التي يتحدثها في المنزل.

2. التركيز على المصطلحات وليس القواعد

إذا كنت تقوم بمجهود إضافي مع الأولاد في البيت إلى جانب المدرسة، فمن الأفضل التركيز على تعليمهم مصطلحات جديدة أكثر من قواعد اللغة. أولا يتم تعليم الطلاب قواعد اللغة وفق منهاج أكاديمي مضبوط يراعي سن الطفل وقدراته، لذلك أي تدخل منك لتعليمهم إضافات جديدة سيسبب لهم الإرباك فقط. ثانيا تذكر أن بانتظارهم سنين طويلة لاكتساب اللغة بشكل أكاديمي، لذلك لا داعي أن تضغط عليهم بالصرامة في تصريف الأفعال واستعمال الأزمنة بشكل مضبوط. أخيرا لا تنسى أن تعليمهم القواعد سيساعدهم على التواصل بشكل أفضل لكن محدود، لكن تعليمهم مصطلحات جديدة سيشجعهم على التواصل بشكل أكبر وتطوير آفاقهم بسرعة. 

3. عدم القلق من الخلط بين اللغات

خلط المصطلحات من لغات متعددة ليس غريبا، فأي لغة جديدة يتعلمها الإنسان ستؤثر بالضرورة على هيمنة لغته الأم. فما بالك بطفل ما زال صغير السن بذاكرة قوية، والذي يمتلك حيزا كبيرا لاكتساب المصطلحات الجديدة وفي أسرع وقت. يجب ألا تقلق أبدا من استعارة طفلك لمصطلحات إنجليزية أثناء الحديث، فهذا يعد إشارة جيدة على أن دماغه أصبح يفكر بنمط إنجليزي. أيضا تعلم مهارة التفكير باللغة الإنجليزية بدل الترجمة من اللغة الأم يعد من أهم الخطوات الفعالة لتعلم اللغة الإنجليزية سواء للأطفال أو الكبار. مثلا الشباب الخليجي حاليا أصبح نصف كلامه باللغة الإنجليزية، فالأغلبية الساحقة درست بالدول الأنجلو ساكسونية وتأثرت بالثقافة هناك. الأدهى أن الجيل المتعلم أصبح يتراسل بكلمات أجنبية مكتوبة بحروف عربية، وهذه ظاهرة أصبحت تؤرق المتزمتين والمتعصبين للغة العربية دون سواها من اللغات.

4. التسجيل بدورات اللغة 

يعد إرسال الأطفال إلى المدارس الصيفية أو تسجيلهم بدورات تعليم اللغات الأجنبية فكرة جيدة، فتواجدهم هناك سيؤمن لهم بيئة تنافسية وجو تعليمي أفضل مقارنة بالبيت. أيضا هناك فرق كبير بين محاولة تعليم الاطفال اللغة الانجليزية بعشوائية في البيت، وتأطيرهم وفق دليل أكاديمي تم إعداده من خبراء اللغة وعلوم التربية. من بنظرك أكثر فعالية وسيعطي نتائج أفضل؟ بالتأكيد التعلم وفق منهجية أكاديمية تراعي قدرات الطفل وحاجياته. إذا كنت ترغب بتعليم اللغة الإنجليزية لطفلك بالبيت لعدم ثقتك بكفاءة المدرسين أو عدم توفر الوقت، فإني أنصحك باستخدام تطبيق Cambly kids. ميزة التطبيق أنه يؤمن فرصة المحادثة وجها لوجه مع أساتذة اللغة الإنكليزية من الدول الناطقة بها كلغة أم، والكل يعلم الانعكاسات الإيجابية لهذا الأمر على سرعة تعلم الطفل للإنجليزية. للمزيد من المعلومات يمكنك مطالعة هذا المقال الذي قمت فيه بمراجعة ومشاركة تجربتي مع تطبيق كامبلي، والتي ستعرفك أكثر على المميزات والعيوب.

5. مشاهدة الأفلام والمسلسلات 

لا شيء أجمل من مشاهدة الأفلام والمسلسلات في جو عائلي، سواء بالبيت بعد الدوام أو اصطحاب العائلة لصالة السينما في نهاية الأسبوع من أجل الإسترخاء. الأطفال يتعلمون بالصوت والصورة أكثر من القراءة، لذلك مشاهدتهم الدائمة للمسلسلات والأفلام الأجنبية سيساعدهم على تمييز مصطلحات التواصل المتكررة بسرعة وكذلك تعزيز تعلقهم باللغة الإنجليزية أسرع من الكتب المصورة. أيضا يجب لا تغفل عن مراقبة المحتوى الذي يشاهده أطفالك خصوصا عند استخدام اليوتيوب أو نتفلكس للأطفال، فأنتترغب بتعليمهم اللغة وليس اكتساب ثقافة أجنبية لا تناسبهم. الأفضل أن تسمح لهم بمشاهدة الكارتونات التعليمية، البرامج الوثائقية والأفلام العائلية المناسبة للجمهور الناشئ.

6. البساطة والتلقائية

تعليم اللغة الانجليزية لا يتطلب استخدام الصرامة أو التقيد باتباع روتين معين، بل يفضل المرونة والتلقائية. الطفل ينفر من تعلم اللغة إذا أحس أنها فرض عين أو تأخذ هامشا أكثر من وقته، لذلك لا تكثر عليه بالدروس والحصص. الأهم أن تزرع فيه حب اللغة والفضول لتعلمها، وباقي المراحل سيكملها بنفسه. الطفل يتذكر أي شيء يلمس فيه جانيا من المرح، لذلك غالبا ما يردد أغاني الرسوم المتحركة أو يحكي تفاصيل عاشها في الشارع أو المناسبات الاجتماعية. على النقيض من النادر أن يقوم بترديد الدروس المملة والروتينية التي يتلقاها في المدرسة، وهذا لأنه من الأساس لا يحب قضاء الساعات الطوال بعيدا عن البيت بل هو مجبر على الأمر فقط.

7. تعلم القراءة والنطق الصحيح

صحيح أن الطفل يتعلم بالمدرسة مخارج الحروف والنطق السليم، لكن تبقى جهود المدرس غير كافية لتطوير المستوى. تذكر أن المدرس يتعامل مع عشرات التلاميذ في نفس الحصة، لذلك لا يستطيع تخصيص الوقت الكافي لمعالجة مشاكل كل واحد على حدة. تدخل الآباء في هذه المرحلة جد مؤثر فمن الضروري الحرص على مراجعة الدروس مع الأطفال بالمنزل على انفراد، وذلك لمساعدتهم على تصحيح الأخطاء و زيادة الثقة بالنفس. يجب الإنتباه إلى أن تدريس الأطفال يختلف كثيرا عن التعامل مع الكبار، فصغار السن حساسون لأبسط الملاحظات ويحتاجون لدعم معنوي لن ينجح في توفيره سوى الآباء في المنزل، مثلا تنمر طالب آخر من طفلك نتيجة نطقه السيء للكلمات قد يتسبب بكرهه لللغة الإنجليزية من الأساس وعدم تفاعله مع بقية الدروس. أيضا لو توفرت لديك القدرة فلما لا استعمال مناهج تعليمية بريطانية أو أمريكية مثل كتب Dr. Seuss المعدة بعناية كي تتناسب مع قدرات الأطفال. أيضا أنصحك بالاستعانة بخدمات أحد المواقع الاحترافية لتعلم اللغة الانجليزية، والتي تستخدم استراتيجيات فعالة ومناهج ممتازة لتدريس لغة شكسبير.

8. تخصيص المكافئات والجوائز 

شخصية الطفل تتميز بالفضول والتمرد، فهو لم يغادر فضاء البيت بشكل كافي حتى يتعرض للأدلجة من طرف المجتمع والتي تجعله يعيش وفق قواعد محددة. لن تستطيع إقناع طفلك بتعلم اللغة الإنجليزية فقط باستعراض فوائدها عليه في المستقبل أو إرغامه على تعلمها بالقوة، بل على العكس تماما يفضل أن تقدم له الحوافز المادية. الطفل يحب التعلم وفقا للتنافسية والمكافئات، فمثلا كلما وعدته بشراء هدية أو الذهاب في نزهة ألعاب مقابل تعلم بعض المصطلحات كان أفضل لسرعة تعلمه.

9. تعيين مربية أجنبية

الملاحظ أن كل العائلات ذات الدخل المحترم تقوم بتعيين مربية أجنبية للأطفال للتواصل معهم بالإنجليزي، والطفل في هذه المرحلة يقوم بنسخ وتقليد الشخص الذي يرافقه طوال اليوم سواء كان الأم أو المربية. صحيح أن هذه الخطوة لا تناسب كل العوائل لأنها مكلفة، لكن ظهرت بعض مواقع خدمات Au Pair التي تؤمن السفر والعمل للأشخاص مقابل المبيت والمأكل. تصفح بسيط لهذه المواقع سيبين لك استهداف أغلب عروض العمل لاستقطاب مربيات لتعليم الأطفال اللغات الأجنبية، خصوصا من الدول الناطقة بالانجليزية كلغة أم. هذه المواقع ستأمن لك توظيف مربية بأقل تكلفة، فأنت مطالب فقط بتأمين الحاجيات الأساسية مثل الأكل والكبيت مع تقديم أجرة بسيطة أسبوعيا (مصروف جيب). تجدر الإشارة إلى أن تعيين مربية أجنبية له أبعاد سلبية أبرزها ابتعاد الطفل عن الأبوين في مرحلة حساسة، والتي من المفترض أن يتلقى فيها الرعاية وحنان الأمومة بالكامل.

الخلاصة:

تعليم اللغة الانجليزية للاطفال بسهولة يتطلب تأمين جو صحي والتفرغ التام، وذلك على عكس المدارس التي تتميز بالتوتر وكثرة الالتزامات. الطفل يحتاج إلى التعلم مع الإستمتاع بوقته في نفس الوقت، وهذا الأمر لن يجده سوى في حضن أبويه وفي بيته (مملكته الصغيرة). أيضا يجب أن لا تراهن كثيرا على نجاعة دروس اللغات في الفصول الدراسية، فأغلبية معارف الطفل اللغوية يطورها في البيت والشارع عن طريق الممارسة والتفاعل بها. الآن حان دورك للمشاركة في النقاش عن طريق مشاركة تجربتك مع أطفالك وكيف نجحت في تحسين مستواهم في الإنجليزي؟ كما لا تبخل على فريق الموقع بمشاركة المقال مع الأصدقاء.