أبرز 10 مهن ستنقرض في المستقبل القريب (وظائف مفاجئة)

بواسطة | Last updated Jun 21, 2023

العالم الذي نعيش فيه مقبل على ثورة تقنية غير مسبوقة ستساهم في تحسين حياة الإنسان من كل النواحي، لكنها في نفس الوقت تهدد وظائف عشرات الملايين حول العالم. الثورة الصناعية الرابعة تعتمد بشكل كبير على الرقمنة والذكاء الإصطناعي، وذلك لتسهيل مهمة إدماج الروبوتات الذكية في خدمة البشرية. قريبا ستتحول هذه الروبوتات إلى عنصر أساسي في الاقتصاد وحياتنا الشخصية حسب كل مراكز الأبحاث. يجب أن تعلم أنه منذ ضهور النواة الأولى لمجتمع بشري مستقر بسبب اكتشاف الزراعة والنار، ظهرت آلاف المهن وانقرضت تبعا لتطور نمط العيش. نفس السيناريو يتكرر حاليا، فلقد حان الوقت للتخلص من بعض الوظائف مع تعويضها بحلول أفضل وأقل تكلفة. هذا التغيير الكبير الذي ستعيشه البشرية تمت مناقشته في كبريات المؤتمرات الإقتصادية والسياسية مثل المنتدى الإقتصادي العالمي، والذي يعرف بأنه المتحكم في كل الخطط الاقتصادية والتنموية في العالم. مقالنا اليوم سيتطرق فقط للوظائف المهددة جديا بالإنقراض لمساعدتك على التخطيط لمستقبلك المهني بشكل أفضل.

أبرز 10 مهن ستنقرض في المستقبل القريب (وظائف مفاجئة)

إليك أبرز المهن المهددة بالإنقراض حسب الخبراء والتي لن يكون لها وجود في المستقبل بسبب الثورة الصناعية الرابعة المبنية على الذكاء الإصطناعي والروبوتات.

1. قيادة الطائرات

هل فعلا ستختفي مهنة الطيار؟ باختصار نعم وسأشرح لك الأسباب بالتفصيل. ربابنة الطائرات مهددون بفقدان وظائفهم لأن قطاع الطيران التجاري أصبح تنافسيا جدا، وهو ما يدفع الشركات للاستثمار أكثر في الخطوط الإقتصادية وتحسين مستوى الخدمات. هذه الاستراتيجية وحدها غير كافية لتعويض نزيف شركات الطيران خصوصا بعد جائحة كورونا وارتفاع أسعار الطاقة، والتي اعتمدت بشكل كبير على المعونات الحكومية لتجنب الافلاس. الكل يعلم أن قيادة الطائرات من أفضل الوظائف من حيث الراتب، لذلك الشركات تقوم بالمستحيل لتعويض الربابنة بالقائد الآلى توفيرا للنفقات. المعلوم أن الطيار الآلي يستطيع التحكم بكل مسار الرحلة، لكن دور الربان حيوي لأنه يقوم بتأمين عملية الإقلاع والهبوط مع القيادة في حالة الطوارئ. هذا الواقع مهدد بفضل تطور تكنولوجيا الطائرات بدون طيار خصوصا في المجال العسكري، لكن هناك العديد من الشركات الكبرى التي تحاول نسخ التجربة إلى الطيران التجاري. باختصار أغلب خبراء الملاحة الجوية يتوقعون اختفاء وظيفة الربان بصفة نهائية في غضون 30 إلى 50 سنة المقبلة، وهو ما ظهرت بوادره بالاستثمار أكثر في تكنولوجيا الطيار الآلي مع خفض تعويضات الربابنة بصفة دورية.

2. تنظيم الأسفار

قديما كان الناس قبيل العطل يصطفون في طوابير طويلة أمام وكالات الأسفار لتنطيم رحلاتهم، حجز الفنادق وكراء السيارات. حاليا هناك منافسة شرسة من مواقع الحجوزات مثل Booking و AirBnb، كما أن المعلومات حول الوجهات السياحية أصبحت متاحة بالمجان على شبكة الانترنت. وكالات الأسفار لمسايرة هذا التطور قامت بإغلاق أغلب فروعها لتوفير نفقات التشغيل وكتلة الأجور الضخمة للوكلاء، كما قامت بالتركيز أكثر على خدماتها أونلاين للحفاظ على رقم معاملات مرتفع. كملاحظة يعد استعمال تطبيقات الحجوزات من أهم الخطوات للسفر بأقل تكلفة، حيث يساعدك الحجز المبكر على قنص أفضل الأسعار. أيضا لن تكون مضطرا لدفع عمولة الوكيل، وبالتالي توفير نسبة مهمة من ميزانية السفر. حاليا أصبح أغلب المسافرين بشكل منتظم يفضلون تنظيم الرحلات بشكل فردي، وذلك عن طريق الاستعانة بالمواقع والتطبيقات الغير مكلفة. أيضا إذا كنت من عشاق المراهنات وتبحث عن تحقيق ربح سريع على النت دون التوفر على خبرة، فإني أنصحك بالاستثمار في احدى منصات تداول الخيارات الثنائية.

3. الكاشير 

يعمل عشرات الملايين من الأشخاص في مهنة الكاشير حول العالم، لكن للأسف أغلبهم سيفقد عمله في المستقبل القريب خصوصا لو كان يعيش بإحدى الدول المتقدمة. الشركات أصبحت تفضل إسناد مهمة تنظيم وأداء الفواتير للآلات التي يقودها الذكاء الإصطناعي، خصوصا مع تطور البرمجيات المستخدمة من طرف بوابات الدفع الالكتروني والتي تسهل عمليات البيع والشراء. الأمر تجاوز المنطق فأغلب الشركات الكبرى أصبحت تستثمر في المتاجر ذاتية التشغيل التي لا تحتاج لأي عمال، بل فقط كاميرات للمراقبة وروبوتات ذكية لتنظيم العمل. يمكنك التسوق فقط عن طريق ولوج المتجر بفحص هاتفك الذكي على شاشة الإستقبال، إختيار مقتنياتك ثم الأداء عبر الهاتف. هذا النموذج أصبحت تطبقه كبريات الشركات مثل Walmart، Amazon، وStarbucks، لذلك ستصادف هذا النوع من المتاجر في كل الدول المتقدمة. ربما قد تسخر من الفكرة لاعتقادك أنها صعبة التطبيق في بلادك! لكنك على خطأ ولم تستوعب دروس التاريخ جيدا.

يجب أن تعلم أن العالم يتطور بسرعة رهيبة، و الرأسمالية لا تعترف سوى بتطوير الحلول مع تخفيض التكاليف للحصول على أرباح أكبر. أيضا العالم يعيش بداية عصر الثورة الصناعية الرابعة المبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية، لذلك لا بد من امتلاك المهارات اللازمة أو العيش على الهامش. أيضا انتشار الاقتصاد الرقمي يؤمن الحصول على وظيفة من البيت وذات أجر جيد، والتي سبق لنا شرحها في دليللنا حول أفضل الطرق للربح والعمل على الانترنت لمساعدتك على ضمان مصدر دخل إضافي وبالعملة الصعبة.

4. النسيج

رغم ارتفاع الطلب على الملابس الجاهزة إلا أن عدد عمال النسيج آخد في التناقص الشديد، خصوصا في الدول المتقدمة التي يتقاضى فيها العمال أجورا كبيرة. هذا الأمر يعزى إلى أنه يتم تعويضهم بالآلات، والتي وصلت لمرحلة متطورة تقوم فيها بجميع مراحل حياكة الملابس من التصميم إلى التغليف. آلات النسيج عرفت تطورا تقنيا هائلا فأغلب الدول الكبرى تدعم التكنولوجيا الجديدة، وذلك لدعم جهودها في استرداد المصانع التي هربت سابقا لبلدان آسيا بحثا عن اليد العاملة الرخيصة. قطاع النسيج يوفر عشرات المليارات من الدولارات سنويا كضرائب، لكن الدول المالكة تهدرها نتيجة تركيز الشركات للإنتاج في الدول النامية. الثورة التقنية التي يشهدها العالم ساهمت في انقراض العديد من المهن، لكنها فتحت أبواب واسعة لتطور الاقتصاد الرقمي. أدعوك لمطالعة دليلنا حول أفضل المشاريع الإلكترونية للعمل أونلاين، والذي سيساعدك على استكشاف فرص وظائف مربحة ويمكن مزاولتها من البيت.

المهن التي ستنقرض بحلول سنة 2050

5. السياقة المهنية

تسلا و كبار الشركات المنتجة للسيارات الكهربائية التي تمثل المستقبل تعمل جاهدة لتطوير الأنظمة ذاتية القيادة، وبالتالي عدم الحاجة إلى توظيف السائقين. للأسف هذه العدوى ستصيب قطاع سيارات الأجرة كدلك، فمثلا شركة اوبر التي تقود تطبيقات سيارات الأجرة استثمرت بدورها مئات الملايين من الأرباح لتطوير أنظمة القيادة الذاتية. أغلب السائقين وأصحاب الطكاسي المشتغلين مع اوبر يوصفون بالأغبياء، وذلك لعملهم مع شركة تبذل المستحيل للتخلص منهم في أقرب وقت. هذا التحول سيكون كارثيا على سائقي الطكاسي، لكنه سيكون أكثر إفادة في تطور البشرية. مثلا القيادة الذاتية ستقلص من الحوادث المرورية بشكل كبير، لأن أغلبها يتسبب بها العامل البشري مثل شرب الكحول أو النوم أثناء القيادة.

6. خدمة العملاء عبر الهاتف

كل الشركات الناجحة تسثمر ملايين الدولارات سنويا في تحسين جودة خدمة موظفي العملاء، وذلك لأن الإهتمام بالتسويق عبر الهاتف وخدمة ما وراء البيع يعد من صلب إستراتيجيات التسويق الناجح. حاليا مع تطور تقنية تحويل النص إلى صوت وإمكانية دمجها مع الذكاء الإصطناعي، لا يوجد مبرر لإنفاق الميزانية على موظفي خدمة العملاء. ببساطة يمكنك برمجة و تلقين الروبوت أوامر جاهزة، والتي ستكون معدة بشكل دقيق للتعامل مع مختلف أنواع شكاوى العملاء. لماذا الشركات ستحتفظ بموظفي خدمة العملاء؟ ما دام الروبوت قادرا على القيام بها على مدار الساعة بأقل تكلفة. أيضا حتى عملية التحقق من هوية العملاء التي يتم القيام بها حاليا عبر الهاتف بالإجابة عن الأسئلة، يستطيع الروبوت القيام بها بشكل أسرع مع إمكانية تحققه من النبرة الصوتية للعميل بشكل دقيق. شخصيا أرى هذا الحل التقني أفضل لأن شركات تقديم خدمة العملاء عبر الهاتف معروف عنها الإستثمار في البلدان النامية بحثا عن العمالة الرخيصة، والتي يتم استنزافها لأقصى حد. مثلا أغلب الموظفين يواجهون متاعب صحية مثل آلام الظهر المزمنة و مشاكل الأذن عند العمل مع هذه الشركات لمدة طويلة. مجرد تصفحك لعروض العمل المتوفرة على منصات العمل الحل على الأنترنيت، سيمكنك من. مصادفة آلاف إعلانات التوظيف الخاصة بخدمة العملاء. أغلب هذه الشركات تقدم لك الفرصة العمل عن بعد بدون شواهد، وهذا مؤشر كاف لتقدير حجم الأرباح الضخمة التي تحققها هذه الشركات.

7.  إدارة المكتبة

قبل ثورة الهاتف الذكي والحواسيب كان الكتاب هو الوسيلة المفضلة للقراءة. حاليا أصبح الإقبال أكثر على الكتب بصيغة PDF أو الإستماع للكتب الصوتية، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لأمناء المكتبات. الصراحة دور الأمين لم يكن يقتصر فقط على بيع الكتب بل كان هذا المنصب ملازما للثقافة الموسوعية، فهو خير مرشد ومساعد للشغوفين بالقراءة عند اختيار العناوين. يكفي أن تشارك اهتماماتك معه حتى يدلك على الكتب و آخر العناوين التي تناسب ذوقك. حاليا توفر العديد من المواقع خدمة مراجعة الكتب مثل Goodreads، و أيضا منصات البيع تترك خيارا للعملاء من أجل مشاركة إنطباعاتهم عن الكتب. لنكن منطقيين قليلا فكلنا لا نذهب للمكتبة إلا وقائمة المشترياتك محددة، على عكس الماضي حيث كان آباؤنا يقضون الساعات في التجول بين الرفوف ومطالعة العناوين. أخيرا المتاجر الإلكترونية تنافس المكتبات بشكل جاد وقريبا سيحسم الصراع لها، فنفقاتها أقل مقارنة مع المكتبات التي تدفع للأمناء، الكاشير وعمال النظافة. هذا الواقع يضعنا أمام حتمية انقراض المكتبات التجارية في المستقبل القريب، وذلك لافتقارها القدرة على منافسة المواقع ومنصات التجارة الإلكترونية.

8. البريد

حسم كل خبراء إدارة الموارد البشرية على حتمية انقراض مهنة ساعي البريد، سواء الذي توظفه شركات الشحن أو المكلف بتنظيم المراسلات داخل مقر الشركات. التطور الإلكتروني الهائل جلب معه خدمة الإيميل التي تسمح بتبادل المعلومات والأوامر في الحين دون تأخير، على عكس المراسلات الورقية التقليدية. أيضا يتوفر خيار التوقيع الرقمي، فبإمكان أي موظف أو شخص التوقيع على الوثائق أثناء تراسله مع الهيئات الرسمية مستعملا توقيعه الإلكتروني فقط. شركات الشحن كذلك أصبحت تطور نموذجها الخاص من العربات الذاتية القيادة و الطائرات المسيرة لتوصيل الطرود، وبالتالي لن تصادف مستقبلا أي إعلان يستهدف توظيف سعاة البريد.

9. المحاسبة

الكثير قد يستغرب خصوصا أن المهنة عليها طلب سواء من الشركات أو هيئات الضرائب الحكومية، لكن صدقني ستختفي عما قريب خصوصا مع ثورة العملات الرقمية الني قمنا بشرحها على موقعنا في مقالة سابقة. حاليا تقوم البرامج بحساب الفواتير، النفقات والضرائب بشكل أوتوماتيكي، ويقتصر دور المحاسب على المصادقة فقط. أيضا المحاسب يقوم بمراجعة الفواتير يدويا للتأكد من عدم وجود أخطاء، لكن كل هذا سيختفي مع تحولنا إلى نظام التمويل اللا مركزي الذي أساسه منصات بلوك تشين والعملات الرقمية. العمليات ستكون موثوقة و مؤمنة، مما يتيح للبرامج التي ستكون معززة ببرمجيات الذكاء الإصطناعي AI القيام بالمهمة على أكمل وجه وبدقة متناهية.

10. الحطابة

أصبح التوازن البيئى والمناخ يواجهان تهديدات خطيرة، وهو مما اضطر الدول لسن تشريعات صارمة لحماية الغابات وتقنين صناعة الخشب. هذا التوجه أدى لغلاء الخشب كمادة أولية، وبالتالي تراجع الطلب عليه. هناك تراجع كبير على مادة الخشب لعدة أسباب أخرى أهمها تحول الحكومات والشركات إلى الإعتماد على الصيغة الرقمية للوثائق بدل الورقية. كذلك تم تطوير العديد من أنواع الخشب الإصطناعية، والتي يتم استعمالها في صناعة الأثاث كبديل مستدام للحفاظ على البيئة. أيضا ثمنه أرخص مقارنة بالمصنوعة من الخشب الأصلى، لذلك أصبحت الأثاث الخشبي حكرا على الأغنياء فقط. أصلا تقلص عدد الحطابين بشكل كبير خلال العقود الماضية، وذلك راجع لتطور آلات قطع الأشجار التي اختصرت الوقت والجهد. اعتبارا للأسباب المذكورة سابقا، فمن المؤكد أن المهنة قد تنقرض تماما خلال العشرين سنة القادمة.

الخلاصة: 

كما يقال من لا يتطور ينقرض! لذلك يجب عليك التسلح بتطوير مهاراتك في المجالات التقنية التي تشكل المستقبل، بدل القلق من تسبب هذه الثورة التكنولوجية بارتفاع البطالة. أي قطاع صناعي أو تجاري يختفي لا يترك الفراغ من وراءه، فمن الطبيعي أن يفسح المجال لعشرات القطاعات الواعدة. إذا كنت من الطموحين الذين يتواصلون مع الشركات أون لاين للحصول على وظيفة أو تدريب داخلي، فقد يسترعي اهتمامك دليلنا حول أهم الخطوات لإجراء مقابلة عمل عن بعد لمساعدتك على اجتيازها دون ضغوط إضافية وتعزيز حظوظك. الآن دورك للمشاركة معنا في إثراء النقاش عن طريق مشاركتنا انطباعك الأولي حول الثورة الصناعية الرابعة. أيضا ما هي المهن التي تعتقد أنها ستقاوم الإنقراض؟ كما لا تبخل على فريق الموقع بمشاركة المقال لبلورة النقاش مع فئة أكبر من المهتمين.

مقالات ذات صلة وقد تنال إعجابك!

0 تعليق

إرسال تعليق